لا للمتاجرة بالأسرى الفلسطينيين

02/11/2012
بيان من مثقفين عراقيين وفلسطينيين وعرب..
قامت الجامعة العربية مؤخراً بتوجيه دعوة إلى عددٍ من الشخصيات العربية والعالمية لحضور مؤتمر دولي بشأن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت أنّ المؤتمر سيفتتح في العاصمة العراقية بغداد. نحن الموقعين أدناه، ندعو إلى مقاطعة المؤتمر ونرفض استخدام محنة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كورقة لتبييض وجه نظام حزب الدعوة في العراق

في حال موافقتكم على الانضمام، يرجى الكتابة إلى الإيميل التالي رسالة مختصره نصها:
أوافق على التوقيع على البيان
الاسم:
العمل:
إيميل الحملة:palestineprisoners.iraq@gmail.com

قامت الجامعة العربية مؤخراً بتوجيه دعوة إلى عددٍ من الشخصيات العربية والعالمية لحضور مؤتمر دولي بشأن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت أنّ المؤتمر سيفتتح في العاصمة العراقية بغداد، يوم 11 ديسمبر/كانون الأول، من قبل "رئيس الجمهورية جلال طالباني ونظيره الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي"، وأن "محاور المؤتمر ستتناول وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في القانون الدولي، وحالة السجون الإسرائيلية وأوضاع السجناء اللاإنسانية والمحاكم الإسرائيلية".

نحن الموقعين أدناه، ندعو إلى مقاطعة المؤتمر ونرفض استخدام محنة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كورقة لتبييض وجه نظام حزب الدعوة في العراق برئاسة نوري المالكي على حساب الحقيقة. فعراقنا، تحت نظام المالكي، بات يحتلّ واحداً من أعلى المراكز، دولياً، في سلم الفساد والقمع وانتهاك حقوق الإنسان، وأكثرها بشاعة هي الاعتقالات الجماعية والتعذيب والإعدامات بالجملة. ولا يكاد يمرّ شهر إلا وتُصدر إحدى المنظمات الحقوقية الدولية تقريراً تدين فيه بالأمثلة والوثائق الجرائم المرتكبة بحق الأسرى العراقيين السرية والعلنية، علماً بأن النظام يتخذ من "المادة 4 إرهاب" ذريعة لاعتقال الصحافيين والناشطين وترويع المثقفين، كما يستخدم مليارات النفط لشراء الذمم وأجهزة الإعلام.

وإذا افترضنا أن المدعوّين مقتنعون بأن محنة الفلسطيني لها الأولوية على العراقي، وأن البراغماتية ضرورية لمواجهة النظام الصهيوني، وإذا ما قبلنا بمنظور تجزئة القضايا، نتساءل هنا: ماذا عن محنة الفلسطينيين في العراق؟ ما هو موقف الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية من تهجير وتغييب واعتقال وتعذيب الفلسطينيين في العراق منذ احتلاله عام 2003 وحتى اليوم؟ كيف يمكن تبرير السكوت على تجريم الفلسطينيين وإجبارهم على عيش النكبة للمرة الثانية والثالثة؟ هل سيتطرق حضور المؤتمر، من حماة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، إلى كيفية معاملة نظام المالكي لـ462 معتقلاً من حاملي الجنسيات العربية في معتقلات حزب الدعوة، من بينهم 40 معتقلاً فلسطينياً تم اعتقالهم بتهمة "الإرهاب"، بلا دفاع أو محاكمة عادلة؟ وهل سيتطرق المدعوّون إلى مصير 22 فلسطينياً هربوا من العراق ثم انطلقوا بقارب مع مجموعة من اللاجئين بعد منتصف ليل 29/6/2012 من إندونيسيا باتجاه السواحل الأسترالية ثم فقد أثرهم؟ هل سيطّلع المدعوون على حملة تصفية الفلسطينيين، حتى من ولد منهم في بغداد وتربى ودرس وتزوج فيها؟

إن قائمة المفقودين والشهداء والأسرى من الفلسطينيين في "العراق الجديد" طويلة، وكذلك معاناة العوائل الفلسطينية في المخيمات، بعد تهجيرهم قسراً من بيوتهم وأماكن عملهم ومدارس أطفالهم، وتعرضهم للاعتداءات المتكررة والمداهمات والشتائم الطائفية. وماذا عن عرض عدد من المعتقلين الفلسطينيين الأبرياء في برنامج "العيون الساهرة"، في تلفزيون "العراقية" الرسمي، في 16/5/2012، باعتبارهم إرهابيين، وهو فعل مناف لحقوق الإنسان طالما أخضع له المواطن العراقي؟

إن عملية جرد بسيطة لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، فيما يخصّ الأسرى والمعتقلين بالتحديد، ومقارنتها بجرائم نظام "العراق الجديد" في المجال ذاته، تبين أن التماثل يكاد يفقأ العيون. فلا يمضي يوم لا يُعتقل فيه مواطنون، نساء ورجالاً وأطفالاً، بتهمة الإرهاب والعنف. ولا يمر يوم لا يختفي فيه مواطنون لا يُعرف مصيرهم أو في أي معتقل سينتهون. كما أنّ هناك مئات المواطنين، من بينهم نساء، بانتظار تنفيذ عقوبة الإعدام، لا تعلن أسماؤهم أو التهم الموجه إليهم أو أسماء محاميهم وقضاتهم.

إننا كمثقفين عراقيين وفلسطينيين وعرب لننحني إجلالاً للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رجالات ونساء صابرات وفتية كبروا قبل أوانهم، عانقوا حرياتهم الطليقة في أرواحهم رغم الأسر والقهر، وسطروا نصراً للكرامة الإنسانية في معارك "البطون الخاوية"، لكننا نعرف تماماً أن هؤلاء الأسرى، و قبل الجميع، يرفضون أن تُزجّ قضيتهم النبيلة في مؤتمر لن يسهم إلا في تجميل أفعال النظام العراقي الإرهابية ضد مواطنيه وأبناء جلدته.

من الموقعين على البيان:

هيفاء زنكنة (كاتبة وناشطة عراقية)، حزامة حبايب (روائية فلسطينية)، سماح إدريس (رئيس تحرير مجلة الآداب، لبنان)، عزت القمحاوي (روائي من مصر)، ليلى أبوزيد (روائية مغربية)، إبراهيم نصر الله (شاعر وروائي فلسطيني)، زليخة أبوريشة (شاعرة وناشطة حقوقية من الأردن)، د. فايز أبو شمالة (أسير فلسطيني محرر من السجون الإسرائيلية)، غالية قباني (كاتبة وناشطة من سوريا)، موسى حوامدة (شاعر فلسطيني)، عبداللطيف اللعبي (كاتب من المغرب)، فاروق وادي (ناقد وروائي فلسطيني)، محمود سعيد (روائي عراقي)، صقر أبو فخر (كاتب وباحث فلسطيني)، مؤيد داود البصام (ناقد وفنان تشكيلي عراقي)، أيمن الغزالي (كاتب وناشر من سوريا)، سلام مسافر (كاتب وصحفي عراقي)، لينا أبوبكر (رئيسة تحرير جريدة "أسرانا" الإلكترونية)، فاروق يوسف (كاتب وناقد فني عراقي)، عبدالهادي الراوي (مخرج سينمائي عراقي)، فيحاء عبدالهادي (شاعرة وكاتبة فلسطينية)، علي السوداني (كاتب عراقي)، جاسم الرصيف (روائي عراقي)، حبيب محمد تقي (شاعر عراقي)، رزق فرج رزق (كاتب صحفي من ليبيا)، د. طارق إسماعيل (أستاذ العلوم السياسية في جماعة كالغاري بكندا)، د. درّة العتيري (تونسية، أستاذة في جامعة برايتون ببريطانيا)، د. مكرم خوري (أستاذ في جامعة كامبريدج البريطانية)، د. ميسون سكريّة (أستاذة جامعية، لبنان)، د. سوسن العساف (أكاديمية عراقية)، د. عماد خدوري (عالم عراقي)، د. سعد ناجي جواد (أكاديمي عراقي)، منذر الأعظمي (أكاديمي عراقي)، د. محمود الحمزة (أكاديمي سوري).