إيطاليا: تصاعد الحملة الحكومية لعرقلة انعقاد مؤتمر الت

07/09/2005

بيان صادر عن الهيئة المنظمة لمؤتمر التضامن مع المقاومة العراقية �?ي روما

بعد الرسالة التي وجهها أعضاء الكونغرس الأمريكي بتاريخ 28 حزيران (يونيو) إلى الحكومة الإيطالية مطالبين بمنع انعقاد المؤتمر واعتقال أعضاء معسكر القوى المناهضة للإمبريالية بتهمة "دعم الإرهاب" انتقلت الحكومة الإيطالية إلى الهجوم، حيث قامت مؤخرا بر�?ض إصدار تأشيرات دخول لعدد من الشخصيات العراقية، ويتوقع أن تعمل على إعاقة حصولنا على قاعة لعقد المؤتمر كما �?علت الحكومة الألمانية �?ي شهر آذار (مارس) من هذا العام �?ي محاولة لعرقلة المؤتمر التحضيري الذي دعي إليه �?ي برلين .
�?ي الواقع علمنا ب�?حوى رسالة أعضاء الكونغرس �?ي خبر نشرته أسبوعية يو إس نيوز الأمريكية بعد شهر من التوقيع عليها، إلا أن هذه الضغوط تبينت لنا لدى إغلاق موقع معسكر القوى المناهضة للإمبريالية على الإنترنت �?ي الأول من تموز (يونيو) من طر�? الشركة الأمريكية بن�?س الدعوى، ما أظهر بوضوح الضغوط التي يمارسها اليمين الأمريكي لضرب القوى المعارضة للسياسة الأمريكية.
بتاريخ 27 آب (أغسطس) نشرت كبريات الصح�? الإيطالية تصريحا لوزير الخارجية الإيطالي �?رانكو �?يني يؤكد �?يه ر�?ض الحكومة الإيطالية إصدار تأشيرات دخول لكل من الشيخ جواد الخالصي (المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي) وآية الله أحمد الحسني البغدادي – مرجع شيعي أعلى �?ي النج�?، والشيخ حسن الزرقاني (الناطق الإعلامي باسم تيار الشهيد الصدر) والسيد صلاح المختار الس�?ير العراقي السابق لدى الهند و السيد محمد �?ارس عن التيار الشيوعي الوطني العراقي، معتبرا أن الر�?ض نابع من أسس الأمن القومي الأوروبي والمعايير الأمنية الإيطالية ومبادئ ات�?اق شينغن.

المواجهة مع الحكومة الإيطالية هي �?ي الحقيقة أقدم من ذلك بعض الشيء، وإن اقتصرت �?ي الماضي على الحملات الصح�?ية التي اعتادت على شنها صح�? اليمين وبعض صح�? اليسار الحكومي كل عام لدى انعقاد لقاء معسكر القوى المناهضة للإمبريالية �?ي مدينة أسيزي شمال روما، إلا أنها بدأت �?عليا �?ي العام الماضي حينما صممت الحكومة على تص�?ية معسكر القوى المناهضة للإمبريالية واعتقلت مورينو بيسكانيللي وماريا غراتسيا أرديزوني الناطقين باسم المعسكر بتهمة مساندة الإرهاب، وقد را�?ق الاعتقال إغلاق موقع الإنترنت الخاص بالمنظمة ومصادرة الوثائق، وتزامن مع حملة أوروبية طالت ناشطين من الجبهة الشعبية الثورة التركية DHKC �?ي كل من بلجيكا وألمانيا وهولندا، وتم وقتها تقديم الحملة كت�?كيك لخلايا إرهابية، رغم الإ�?راج عن معظم الناشطين لعدم تو�?ر الأدلة، واستمرت القضية ضد بيسكانيللي م�?توحة إلى أن تم نقضها مؤخرا أمام القضاء الإيطالي. وقد واصلت وسائل الإعلام المقربة أو المملوكة �?ي معظمها لبرلسكوني حملتها المسعورة ضد المعسكر، هذه الحملة التي ازدادت شدة مع حملة "العشرة يورو للمقاومة" وتبلغ اليوم ذروتها مع الدعوة لانعقاد المؤتمر.
بن�?س الوسائل التي لا تختل�? عن الوسائل "البلطجية" التي تلجأ إليها ديكتاتوريات "العالم الثالث" تمت �?ي ألمانيا �?ي العام الماضي معاملة السيد �?ادي ماضي أحد الداعين إلى المؤتمر الأول للقوى العربية والإسلامية �?ي أوروبا، حيث قامت وقتها الحكومة الألمانية وبدون أي سند قانوني بمنع انعقاد المؤتمر �?ي برلين وباعتقال �?ادي ماضي وإلغاء تأشيرة إقامته وترحيله إلى لبنان بدون أية محاكمة، ولا يزال ماضي إلى اليوم �?ي صراع حقوقي مع المؤسسة الألمانية الحاكمة �?ي سبيل إلغاء أمر الإبعاد ولكي يتمكن من العودة إلى عائلته وزوجته الألمانية.

ربما كان من أهم إنجازات المقاومة العراقية أنها تمكنت ب�?عل ضرباتها الموجعة ولعجز المحتلين عن القضاء عليها رغم العن�? الغاشم الذي تمارسه الولايات المتحدة وحل�?اؤها، تمكنت من شق التحال�? الغربي والإجماع الرسمي على ترسيخ أو شرعنة احتلال العراق ودعم المشروع الأمريكي، وهانحن نرى اليوم قوى تشكل جزءا من المؤسسة الحاكمة �?ي إيطاليا تطالب بالانسحاب ال�?وري من العراق، ون�?س هذه القوى لم تعارض المشاركة الإيطالية �?ي العدوان بشكل يذكر ولم تستيقظ إلا على إيقاع ضربات المقاومة. ن�?س القوى التي كانت تعتبر المقاومة إرهابا وتعمل على حصار من يؤيدها �?ي أوروبا، بدأت اليوم تبدي استعدادا للحوار مع الأطرا�? التي تمثل المقاومة. بل أن موضوع الحرب ومشاركة الدول الأوروبية �?ي حروب خارجية أضحى من أهم المواضيع الانتخابية �?ي جل بلدان أوروبا حيث يسعى كل حزب لإقناع الناخب بعدم رغبته بالاشتراك �?ي أية حرب (بعد أن كان ر�?ض حكومة شرودر �?ي ألمانيا الاشتراك �?ي الحرب والأزمة مع الولايات المتحدة إحدى نقاط الهجوم عليه من طر�? المعارضة قبل عامين!). أي أن المقاومة قد تمكنت �?علا من كسر الغرور الأوروبي وتحطيم العنجهية الاستعمارية التي كانت تدعي نقل الحضارة إلى الدول عبر حروب سريعة تقضي على معاقل الدكتاتورية والإرهاب، كما بينت المقاومة ثمن التحال�? مع الولايات المتحدة �?ي مخططها العدواني بعد أن كان هذا التحال�? يعد حنكة سياسية وأمرا لا ير�?ضه إلا متهور.
إذن �?المقاومة قد تمكنت نوعا ما من �?رض منطقها على السياسة الأوروبية، وهذا نراه �?ي إيطاليا اليوم بوضوح من خلال وعود حزب المعارضة على لسان برودي بسحب القوات الإيطالية من العراق �?ي حال �?وزه بالانتخابات، بل من خلال تصريحات برلسكوني ن�?سه رغم أنها لم تخرج عن إطارها الشعبوي الآني.
و�?ي هذا السياق، ولعلمنا بمحاولات الحكومة منع المؤتمر، قمنا بكش�? الأوراق إعلاميا وبتقديم لائحة بأسماء الشخصيات المدعوة للمؤتمر وتم الاتصال بوزارة الخارجية من أجل الحصول على الموا�?قة على تأشيرات الدخول، وقد تجاوبت الوزارة �?ي الحقيقة مع هذا المطلب، ما اعتبرناه تغيرا �?ي موق�? الحكومة ورغبة منها باتخاذ موق�? أكثر اعتدالا خاصة بعيد ت�?جيرات لندن، ثم تم تبليغنا رسميا بعدول الحكومة عن إصدار تأشيرات الدخول، وكان هذا على ب�?عل الضغط الأمريكي على ما يبدو. بعد هذا التحول وجهت القوى المنظمة للمعسكر رسالة إلى رئيس المعارضة الاشتراكية برودي مطالبين إياه باتخاذ موق�? سياسي واضح من المؤتمر وإبداء استعداد علني للقاء الممثلين الحقيقيين لشرائح المجتمع العراقي إذا كان صادقا �?ي موق�?ه المناهض للاحتلال وبوعده سحب عساكر إيطاليا من العراق.
�?ي إطار حملة المساندة للمؤتمر قامت قوى التضامن التركية بتظاهرة أمام الس�?ارة الإيطالية �?ي إسطنبول احتجاجا على سياسة الحكومة الإيطالية، ويتوقع خروج تظاهرات أخرى �?ي كل من المجر والنمسا وألمانيا، كما دعت قوى التضامن �?ي بيروت إلى مؤتمر تضامن مع المقاومة العراقية �?ي بيروت �?ي حالة منع انعقاد مؤتمر روما.
بتاريخ الحاد والثلاثين نم آب (أغسطس) بدأ ناشطو وناشطات لجان "العراق الحر" �?ي إيطاليا، يترأسهم المنسق العام بيوناردو ماتسي، إضرابا عن الطعام واعتصاما م�?توحا أمام وزارة الخارجية الإيطالية �?ي روما. �?ي الأول من أيلول (سبتمبر) عقد المنظمون موتمرا صح�?يا طالبوا �?يه بإصدار تأشيرات دخول لحضور المؤتمر لكل من:
• الشيخ جواد الخالصي، رئيس المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي
• آية الله الشيخ أحمد الحسني البغدادي – مرجع شيعي أعلى �?ي النج�?
• السيد صلاح المختار، الس�?ير العراقي السابق لدى الهند
• الشيخ حسن الزرقاني، الناطق الإعلامي لتيار الشهيد الصدر ورئيس تحرير صحي�?ة الحوزة التي أغلقها الاحتلال
• السيد د محمد �?ارس عن التيار الشيوعي الوطني العراقي
• السيد د إبراهيم الكبيسي، شقيق عبد الجبار الكبيسي رئيس التحال�? الوطني العراقي الذي خط�?ته قوات الاحتلال الامريكي

لقد اتبعت وزارة �?يني بر�?ضها إصدار التأشيرات إملاءات أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين طالبوا بمنع انعقاد المؤتمر، ضاربة بعرض الحائط ليس �?قط السيادة الوطنية الإيطالية، بل أيضا أبسط الحقوق الديمقراطية بحرية التعبير السياسي لشخصيات لا تجرؤ على المساس بهم حتى الحكومة الدمية التي صنعتها الولايات المتحدة �?ي العراق.
نحن نت�?ق مع �?يني على أنها مسألة تتعلق بالأمن القومي الإيطالي، ولكن هذا الأمن ليس مهددا من ممثلي الشعب العراقي، بل من �?يني ن�?سه وحكومته التي تضر بالشعب الإيطالي بمساهمتها �?ي العدوان الأمريكي على العراق.
إننا نؤكد على موق�?نا بأن السلام ليس ممكنا إلا بالاعترا�? بحق الشعوب بتقرير مصيرها وبالحوار مع ممثليها الحقيقيين أي هؤلاء المناهضين للاحتلال.
هذا هو هد�?نا من عقد المؤتمر، ومن يمنع المؤتمر �?عليه أن يتحمل العواقب