الشعب يريد إسقاط النظام... وكلُ ما دون ذلك خيانة

11.02.2011
تحية إلى شعب مصر في يوم رحيل الطاغية
المعسكر المناهض للإمبريالية
نحتفل مع جماهير مصر والأمة العربية ومع كل أحرار العالم بانصراف حسني مبارك مخلوعا بإرادة الشعب التي جعلته عبئا حتى على أركان نظامه وداعميه، ونحيي جماهير الانتفاضة في لحظة انتصارها الجديد على آله الإرهاب والدكتاتورية التي تهاوى جلادوها خلال أيام وتناثرت سطوتها كبيت من ورقع عندما كسرت الجماهير حاجز الخوف وهبّت. رحل مبارك، وأثبتت انتفاضة شعب مصر في أسبوعها الثالث مدى تصميم وإصرار جماهير الشعب على إسقاط نظام التبعية والفساد والقمع الذي فوّت خلال عمره السياسي الطويل كل فرصة لأي حل وسط سواء مع قوى المعارضة أو مع عموم شعب مصر الذي بات يدافع عن بقائه الفيزيائي في وجه الموت على يد نظام مبارك.
Bild

نقول بقاءه الفيزيائي فالنظام الذي باع وفكك وبدد ونهب كل مقدارت مصر ولم يسلم من غبائه حتى نهر النيل أساس وجود الذي بات مهددا، وصار في عهده المواطنون ضحايا الجوع والمرض وكوارث متكررة ناتجة عن فساد أركان النظام وترهّل دولته ضحايا للانهيارات وللأغذية المسرطنة والعبّارات المهترئة وقطارات الموت والتفجيرات وعسف الشرطة وكل اسباب الموت المجاني، هذا النظام هو ببساطة تهديد للحياة في أرض الكنانة وقد فات وقت أي حوار معه.
هذا النظام الذي قام على قطط السادات السمان التي تضخمت فاستأسدت في عهد مبارك، لن يتوانى عن أي عمل لكي يبقى وليواصل النهب، ولكي ينتقم ممن أزعجوه في سباته، ومن الممكن توقع قيامه بهجمات مضادة جديدة فور التقاطه لأنفاسه، وفي هذا السياق يمكن فهم أو محاولاته شق صفوف المعارضة والمنتفضين بعروض الحوار. ووراء هذا النظام الغرب الذي يختزل حياة وإرادة ثمانين مليون مصري في حفظ أمن الكيان الصهيوني وأمن الولايات المتحدة الإقليمي، والغاز والقناة، وسيبقى داعما لعصابة مبارك طالما ظلّت قادرة على الإمساك بزمام الأمور، أو إلى تأكده من انتقال السلطة إلى عصابة جديدة تضمن نفس المصالح، متدرجا في خيارت دعمه على أساس الأقرب والأكثر كفاءة، وما مراوغات مواقف الولايات المتحدة والدول الاوروبية التي تتراوح اليوم بين التسويف والمماطلة وبين دعم ديمقراطية ما في مصرسوى مقياس لتوازن القوى في المعركة التي تجري على الأرض مراهنين على الحصان الذي يبدو أوفر حظّا.
إن مهمة اللحظة هي الدفاع عن الانتصار الأولي الذي حققته الانتفاضة في تنحّي رأس النظام و انهيار جهاز الأمن المركزي وزعزعة أركان النظام، أي حماية الانتفاضة من الانتكاس عبر تهافت بعض قوى المعارضة على التعاون مع عمر سليمان.. من الواجب الحفاظ على هذه اللحظة التي يوشك فيها الشعب على قلب موازين القوى في مصر والمنطقة ومنعها من التراجع والتحول إلى فلكلور في ميدان التحرير موجه لشخص مبارك دون سياسات وحتى أركان نظامه، فتستأنف مدرعة الأمن عملها فور غياب الكاميرا.
إن مهمة اللحظة هو الدفاع عن النصر وتحويل الانتفاضة السلمية من عمل احتجاجي إلى تنظيم شعبي ووسيلة ضغط فعلية تجبر النظام وداعميه على التراجع وقبول المطالب الديمقراطية وقاسمها المشترك تنحي مبارك ودستور جديد للبلاد وحكومة انتقالية ذات شرعية شعبية تمهد لانتخابات حرة.
إننا واجبنا في قوى التضامن العربية والأممية هو أولا المساندة غير المشروطة لمطالب جماهير مصر، وثانيا فضح وتعرية النظام وداعميه في الغرب والمتآمرين على الانتفاضة من مستفيدي النظام ومتسلقي اللحظة.

المجد والخلود للشهداء
النصر للشعب
وعاشت مصر والأمة العربية

المعسكر المناهض للإمبريالية
11.02.2011

Verweise