دعوة للمؤتمر الدولي : "السلام لأفغانستان"

12/04/2010
من أجل حق تقرير المصير لأفغانستان ! ندعو لدعم جهود عقد المؤتمر الدولي تحت شعار "السلام لأفغانستان"، والذي سيعقد في روما في شهر تشرين الأول (أكتوبر) القادم
Bild

قي تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2001 شنّت الولايات المتحدة الأمريكية حملة صليبية "ضد الإرهاب" وضد الإسلام، وبتواطؤ مخجل من طرف مجلس الأمن والأمم المتحدة هاجمت أفغانستان واحتلت البلد.

لقد كان سقوط نظام الطالبان نتيجة للتفوق الأمريكي على جميع الأصعدة، وأيضا بسبب عدم تسامح النظام مع أي تنوع أو اختلاف سياسي أو ثقافي، فبعد عقدين من المعاناة رغب الكثيرون من الأفغان بتصديق وعود الغزاة وأملوا أن يجلب الأمريكون الرخاء والسلام والحرية إلى البلد، وهكذا وثب زعماء ومثقفون وعلماء دين وعدّة أحزاب سياسية إلى عربة قرضاي وانضمّوا إلى حكومته الدمية التي احتوت فيما احتوت على لوردات حرب وتجار مخدرات ومجرمين ارتكبوا عدة جرائم بشعة بحق الشعب الأفغاني.

لم يمض الكثير من الوقت حتى وعى الشعب الأفغاني بحقيقة الخدعة الإمبريالية بعد أن شاهد الجميع كيف اكتنزت جيوب الطفيليين بمقادير ضخمة من الأموال دخلت البلاد لتنتهي إلى حساباتهم الشخصية في بنوك الدول الغربية وفي أيدي "منظمات غير حكومية" أو في خدمة الشركات الغربية المكرسة لنهب موارد البلاد.

نتيجة لذلك فقد تدهورت ظروف معيشة غالبية الشعب الأفغاني في كابول وخارجها إلى حد أسوأ مما كانت عليه من قبل، في حين تتصرف قوات الاحتلال بمنتهى العنجهية والعنصرية حتى تجاه حكومة قرضاي التي صنعوها، هذه الحكومة التي ينخرها الفساد والتي تقوم الآن بشطب الحريات المدنية والسياسية التي توفرت في البدء.

في ظل هذه الظروف، ورغم شوق الأغلبية إلى السلام، لم يبق أمام الشعب الأفغاني من خيار سوى خيار المقاومة.

في مواجهة أولى بوادر المقاومة ردت قوات الاحتلال باستخدام القبضة الحديدية، فقتلت الأبرياء وسجنت الألوف تحت ظروف غير إنسانية وقصفت القرى الأفغانية دون تمييز، ظانّين أن قمعهم وإرهابهم سيثني الشعب الأفغاني، وهاهم اليوم يجنون النتائج المعاكسة، فالمقاومة تنمو عاما بعد عام وتزداد تجذرا وتراكم القدرات العسكرية رافعة قدرتها على إحداث خسائر أعلى لدي قوات الاحتلال الأمريكية والأطلسية ولدى قوات حكومة قرضاي.

رد القوى الإمبريالية التي ما برحت سجينة غرورها كان بالطريقة الوحيدة التي يعرفونها: تكثيف الغارات وتصعيد الحرب في محاولة لسحق المقاومة الشعبية، إلا أن هذا الخيار لم يؤدّ سوى إلى زعزعة استقرار المنطقة بكاملها ودفع الجارة باكستان إلى شفير الحرب الأهلية.

لقد اندفع أوباما في نهج سلفه جورج بوش ومتجاهلا المعارضة المدنية في أمريكا وفي أوروبا، حيث ترتكز استراتيجيته على محاور ثلاث:
من ناحية، يقوم باستخدام المزيد من الأسلحة الفتّاكة ويرفع عدد الجنود، ومن ناحية أخرى يختزل المقاومة في حركة طالبان محاولا في نفس الوقت شقّ هؤلاء عبر محاولة استميال وشراء الطالبان (الطيبون) ضد الطالبان "الأشرار"، أما الخط الثالث فهو استهداف الباكستان عبر توسيع نطاق الحرب لتشمل "قواعد ارتكاز الإرهاب"، فاتحا الطريق نحو احتلال باكستان كلّيا.

إن تركيز قوات العدوان الأمريكي الأطلسي في جنوب شرق أفغانستان وفي مناطق الأغلبية البشتونية هو بمثابة رسالة إلى الأطراف غير البشتونية أن البشتون هم العقبة أمام السلام وإعادة البناء، والنية هي إشعال فتيل الحرب الأهلية بين البشتون واللآخرين، كما فعلوا بين السنة والشيعة في العراق.

إن من واجبنا رفض هذه الاستراتيجية الثلاثية وكل الخدع التي تخدمها، فعلينا معارضة التواجد المتزايد لقوات الاحتلال في أفغانستان، ومواجهة محاولات خلق حرب أهلية (وهي استراتيجية نجحت في العراق)، والتأكيد على كون المقاومة ليست إرهابا وليست مقتصرة على حركة الطالبان، وعلى أن المقاومة المسلحة شكل مشروع من أشكال النضال التحرري تخوضها في أفغانستان الآلاف من المقاتلين القادرين على مواجهة الاحتلال بفضل الدعم الشعبي القادم من كافة قطاعات الشعب الأفغاني بغض النظر عن الفوارق القومية أو المذهبية.

وعليه فمن الضروري أن نناضل من أجل حل عادل للصراع، ولا حل عادل ممكن قبل انسحاب قوات الاحتلال وسقوط حكومى قرضاي العميلة وخروجها مع أسيادها، معيدة إلى الشعب الأفغاني حقه في تقرير مصيره ورسم مستقبله.

أوقفوا المجازر وقصف الأبرياء!
أوقفوا التعذيب واغتصاب حقوق الإنسان في سجون الاحتلال والعمالة!
الحرية للسجناء الوطنيين!
فلنكشف عن ضحايا الاحتلال وعن الفظاعات التي ارتكبها المحتلّون!
نعم للمقاومة حقا مشروعا في النضال الوطني من أجل التحرير!
نعم للاعتراف بالوطنيين الأفغان كمقاتلين شرعيين لا إرهابيين!
فلتنسحب كافة قوات الاحتلال الامريكي اللأطلسي من أفغانستان!
لا لقوات الاحتلال! لا لقوات الأمم المتحدة!
ليحاكم جورج بوش كمجرم حرب!
من أجل حق تقرير المصير لأفغانستان ولكل الشعوب المضطهدة!

من أجل هذه المطالب ندعو الجميع لدعم جهود عقد المؤتمر الدولي تحت شعار "السلام لأفغانستان"، والذي سيعقد في روما في شهر تشرين الأول (أكتوبر) القادم.

اللجنة الداعية:

اليسار الجذري في أفغانستان
الرابطة الاشتراكية الأفغانية
الشباب الثوري الجذري في أفغانستان
الجبهة المناهضة للإمبريالية – باكستان
حزب مازدور كيسان باكستان
الاشتراكيون الأمميون – باكستان
حزب عوامي موزحايمات – باكستان
حزب العمال – باكستان
ج. ن. سايبابا – الجبهة الثورية الديمقراطية – الهند
منظمة أوزجور در – تركيا
مركز العمل العالمي – الولايات المتحدة الامريكية
المعسكر المناهض للإمبريالية – أوروبا

كابول، كراتشي، روما، أسطنبول
نيسان (أبريل) 2010

Links