20 متطوعاً أوروبياً يقضون 13 عشر يوما في عين الحلوة

09/08/2010
جمال الغربي - البناء:
"لا نملك ما نعلمكم إياه بل جئنا كي نتعلم منكم" هذا هوالشعار الذي رفعته جمعية صمود الأوروبية في المخيم الأوروبي الفلسطيني التطوعي الثاني الذي نظمته جمعية ناشط بالتعاون مع جمعية صمود الأوروبية في مخيم عين الحلوة، حيث قضوا مدة ثلاثة عشر يوماً بالتمام والكمال، بأيامها ولياليها، وتقاسموا مع الأهالي الأكل والمشرب والسكن
Sumud Centre, Ein-Elhilweh

وعاشوا معهم الحياة اليومية بتفاصيلها كافة. وقد شارك فيه اربعون متطوعاً من فلسطين، لبنان، مصر، ايطاليا، النمسا، ألمانيا وكان من بين المشاركين ايضا نائبة المانية تنتمي الى الحزب اليساري الألماني التي اصرت على المشاركة في المخيم ولولبضع أيام.

فيلم وثائقي

تضمن المخيم برنامجاً حافلاً من الأنشطة المختلفة، حيث تم تنظيم دورة لتصوير الفيلم السينمائي (دقيقة ونصف)، بإشراف المخرجة عرب لطفي التي شاركت في المخيم، وكان هدف الدورة تدريب عدد من المتطوعين الفلسطينيين واللبنانيين على كيفية تصوير الفيلم القصير الذي يعكس واقعهم المعيشي والاجتماعي.
كما تضمن أيضا تصوير فيلم وثائقي عن السكان في مخيم عين الحلوة، حيث عمل جزء من المتطوعين على تصوير واقع المخيم من مختلف الجوانب ومن المقرر ان يعمل فريق مونتاج على تظهير الفيلم ومن ثم عرضه في أوروبا بهدف خلق وعي بالقضية الفلسطينية.

امكانيات جديدة

كذلك تضمن برنامج المخيم تجهيز مركز ملتي ميديا هدفه وضع قدرات وامكانيات الكومبيوتر والانترنت في خدمة برنامج مركز صمود التابع لجمعية ناشط التي بدورها ستنظم برنامجاً تدريبيا للشبان في المخيم في اطار تعزيز الكفاءات العملية والفنية، في اطار السعي الى تحسين القدرات والمهارات من اجل توفير مساحة التعبير عن الرأي ونقل حقيقة واقع ومعاناة المخيم وسكانه.

وكان للقاءات السياسية نصيبها من برنامج المخيم، حيث التقى المشاركون في المخيم بالقوى السياسية كافة وممثلي اللجان الشعبية في المخيم، وذلك لاطلاعهم على اهداف المخيم التي يتطلع المنظمون الوصول اليها من وراء تنظيم هذه المخيم وقد لقيت هذه اللقاءات ارتياحا من الفصائل كافة، الذين اعتبروها فرصة للتأكيد على كذب وافتراء الدعاية الاعلامية التي تصور المخيم على غير حقيقته.

ليلى خالد
وزارت المخيم المناضلة الفلسطينية ليلى خالد عضوالمكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والتي جاءت بناء لطلب المشاركين الاوربيين وقدمت مداخلة تناولت فيها الوضع الفلسطييني والعلاقت الاوروبية الفلسطينية وقد استمرت الجلسة حتى منتصف الليل.

في مليتا وقرب الحدود

ونظم المخيم رحلة الى معرض مليتا للمقاومة حيث عبر المشاركون عن اعجابهم واندهاشهم من العمل الكبير الذي انجز خاصة انه قدم لهم صورة عن عمل المقاومة في لبنان، كذلك نظمت زيارة الى الحدود مع فلسطين بدءا من بوابة فاطمة وحتى مدينة بنت جبيل. وزار المشاركون اضرحة شهداء صبرا وشاتيلا ومقابر الشهداء في بيروت حيث لفت رئيس جمعية "ناشط" ظافر الخطيب إلى أن المشهد المؤثر كان حين زار المتطوعون والمتطوعات برفقة نظرائهم من اللبنانيين والفلسطينيين مقبرة الشهداء، وطلبوا السماح لهم بأن ينشدوا نشيد المقاومة الإيطالية، ثم وقفوا جميعا، بصوت واحد، يرفعون قبضاتهم، ربما لم تكن كلماتهم مفهومة، لكننا ضمنا كنا نشعر بهم يغنون كلمات "ما هم أن نموت في دوي صرخات الحرب... إذا وجدنا بعدنا.. من يحمل السلاح .. ليواصل الكفاح.

وفي اليوم الاخير نظم احتفال ختامي شارك فيه حشد من القوى السياسية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني واهالي مخيم عين الحلوة، حيث القيت كلمة باسم جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية القاها رئيس الجمعية شرح فيها اهداف الاصرار على عقد المخيم للعام الثاني في مخيم عين الحلوة وقدم الشكر لجميع المشاركين في انجاح العمل. ثم تحدث الايطالي انريكوباسم جمعية صمود مبديا تقديره العالي للشعب الفلسطيني ولابناء المخيم، مؤكداً على ان هذا المخيم سيستمر.

وعرضت في الحفل الختامي خمسة افلام قصيرة قام بتصويرها المتدربون في دورة التصوير السينمائي تخللها شرح من المخرجة عرب لطفي والمتدرين حول اهداف الدورة وكيفية انجازها والافكار التي تضمنتها الافلام وقد لقي هذا الانجاز اعجاباً من الحضور.

آراء المشاركين

يؤكد مارتن الشاب الالماني الذي ترك بلاده وأتى ليقضي أياماً في المخيم أن "دعم المقاومة" هوهدف المخيم، و"نحن نؤمن بشرعية المقاومة وأهميتها في مواجهة العدو، نعرف ان البروباغاندا تفعل فعلها في أوروبا، لذلك كان هدفنا ان نقدم الدعم للمقاومة من خلال المشاركة الحياتية.

وعبرت الصبية النمساوية التي كانت تلتحف الكوفية الفلسطينية خلال المخيم عن سعادتها بوجودها في عين الحلوة وقالت "كانت مخاوفنا ان تكون هناك صعوبة في التواصل معهم، بسبب اللغة وانماط العيش، لكننا فوجئنا بسهولة التواصل، لقد نشأت بيننا وبينهم علاقات صداقة حقيقية ومن الصعب ان ننسى هذا المكان وأناس مخيم عين الحلوة ونعد أن نأتي من جديد" وعن الحياة اليومية في المخيم تعبر الشابة الإيطالية سارة عن دهشتها "حيث لم نشهد أي شيء في المخيم يدل على ما تدعيه وسائل الاعلام، لم يعترض سبيلنا احد، لم يزعجنا احد، بالعكس ما رأيناه من حميمية نفتقده في أوروبا، استغرب كيف يمكن للسكان ان يعيشوا في ظل هذه الظروف، وان يخلقوا مكاناً للحياة فيه، رغم كل الصعوبات التي يعانون منها، إنهم يستحقون الحياة بحرية وكرامة" .

أما دانييلا التي كانت تلف على معصمها أسوارة عليها علم فلسطين ولم تكن تعي واقع اللاجئيين الفلسطينين، أرادت التعبير عن مشاعرها في لحظات الوداع الأخيرة للمشاركين قبل التوجه إلى مطار بيروت الدولي، فكان مؤثراً جدا عندما قالت لإحدى المشاركات من سكان مخيم عين الحلوة "لقد أعطاني هذا المكان قيمة حقيقية، الآن اعود الى بلادي، واتساءل هل استطيع ان امارس يومياتي كما كنت، هنا اناس دافئون، حيويون، مقهورون ولكنهم يصنعون الحياة، هل استطيع ان انسى ذلك، اشك بذلك."

Links