أسئلة للمتقاعدين العسكريين ومقال روبرت فسك..

14/08/2010
علي حتر
وكل هذه الهموم شرق أردنية صرفة وبامتياز، فلماذا يقبل بعض المتقاعدين أن يسمحوا لفئة تحاول أن تركب موجة تململهم من الأوضاع، لتوجه التململ والرفض باتجاه واحد فقط.. هو وجود أهلنا من مشردي الاحتلال على أراضينا..؟ وأريد أن أسأل المتقاعدين أيضا من الذين يتذكرون أيام ما قبل احتلال الضفة الغربية، هل كنا نحن استعمارا للضفة الغربية انتهى باحتلال الصهاينة لها؟ لقد كنت أعيش في القدس، وكان النظام يقمعنا حينذاك بالعسكريين أنفسهم، حين كنا نتظاهر في الستينات، وكانت بين حججه لقمعنا، أننا نهدد الأمن الوطني.. ولم نكن نطالب يومها بالاستقلال ولا كان النظام بعسكرييه، المتقاعدين حاليا، يهددنا بالفصل والانفصال.. كنا شعبا واحدا..


(1)

كثيرة هموم هذا الجزء من وطننا العربي، وكثيرون هم المتفرغون، ليعملوا فقط على زيادة هذه الهموم.. وقد تقنعوا بأقنعة مختلفة..
وكثيرون أيضا هم الذين يتحركون في إطار التصدي لهذه الهموم وأسبابها وصانعيها من منطلق الشعور بالمسؤولية ورفض السقوط في مطبات الانعزال والإقليمية المهددة والمستقبل والمصير..

والكاتب المنتمي لقضايا وطنه يجد لزاما عليه أن يكتب في تلك الهموم، التي كثرت حتى أصبح اختيار الأولويات للكتابة فيها مسألة في غاية التعقيد.. مع التشديد على حقيقة أن أهم الهموم وأخطرها تهديدا نتج وترعرع ونما، عندما قسمتنا سايكس بيكو ولجنة بانرمان.كامبل الاستعمارية قبل حوالي قرن، وعندما نشأ كيان الصهاينة في بلادنا، هؤلئك الصهاينة الذين أدركوا، هم وداعموهم، منذ ذلك الحين، أن التفتيت والتقسيم هو السلاح الأهم في مواجهتنا.. وقالوا ذلك بصراحة في وثيقتهم الشهيرة عام 1907..

لقد زرعوا الصهاينة بيننا ولجأوا إلى تقسيم المنطقة وتفتيتها..

التقسيم من أجل إضعافنا..

التقسيم من أجل تسهيل سيطرتهم وانتصاراتهم ونهب ثرواتنا.. ومياهنا وتهديد أمننا بكل أشكاله..

التقسيم من أجل نقل المعارك خارج حدود المناطق المحتلة ليعيشوا هم بسلام..

التقسيم للإكثار من عدد الحكام الذين حتما سوف يخوضون الصراع ليبقوا في مواقعهم..

التقسيم بتسهيل تجنيد العملاء والخدم وإعطائهم، بدعوات الشخصية الإقليمية وظواهر الوطنية المحدودة، الأردنية واللبنانية والفلسطينية مثلا، أغطية وتبريرات لتزيين وتبرير نشاطاتهم التفتيتية..

مع تركيزي على مسألة أنني لا أعتبر الخلاف بين ملتزم بالأمة وملتزم ببرنامج التفتيت، خلافا، بل أعتبره جزءا من الصراع مع أشكال الاستعمار الجديدة وأدواته.. ولست من دعاة نبذ الخلاف معه، بل أدعو إلى مواجهته، وأنبه الداعين للعمل من أجل الوطن ان يتنبهوا للشعارات البراقة ومطباتها وأهداف مطلقيها قبل أن يسقطوا في فخاخهم..

عندما قطع هذا الجزء من وطننا الكبير بسكين بانرمان.كامبل وسايكس بيكو، قطع بطريقة يضمن فيها أن يكون صغيرا، وأن تكون موارده، إما ضعيفة لا يمكنه الاستفادة منها بشكل يمكنه من الاستغناء عن المساعدات الاستعمارية، أو صعبة المنال بحيث يكون الوصول إليها خارج نطاق قدراته..

اليوم، نجد أنفسنا مع كثيرين بيننا، ينفذون مخطط التقسيم الاستعماري الصهيوني ويثبتونه..

- بعضهم مغرض يجد في هذا التقسيم موقعا يمارس منه ذاته، ويقيم مصالحه، كنسخة منقولة ومستنسخة من سمير جعجع في الجزء المسمى لبنان من وطننا، لبنان.. لكن على ورق شرق أردني..

- وبعضهم يتحرك ليتصدى فعلا لهموم الوطن، في كل أشكالها

- وبعض يتحرك بنوايا حسنة، لكنه يتأثر بالإعلام وبالأخطاء والسلبيات وتفاصيل الحياة التي أنتجها التقسيم، فيخدم هذا التقسيم دون أن يقصد ذلك، فيصب فعله في خانة المغرضين والمستفيدين من التقسيم..

من التحركات التي تشهدها ساحتنا هذه الأيام، تحرك مجموعة من الرجال الذين تقاعدوا مهنيا أو وظيفيا، وبرفضون أن يتقاعدوا مسؤولية والتزاما.. وهؤلاء هم المتقاعدون العسكريون.. ويتحرك معهم وبموازاتهم أخرون، ليس بالضرورة أن تكون أهدافهم غير المعلنة متطابقة مع أهداف هؤلاء المتقاعدين..

ومن حقنا وواجبنا، أن نفهم تحرك هؤلاء المتقاعدين، ونحاورهم في ما يقولون، ومن حقنا وواجبهم أن يكونوا صريحين في الإجابة على تساؤلاتنا.. فنحن في مركب واحد، إن غرق، يغرق كل من عليه..

وأبدأ بالقول أن الوضوح والمصداقية عنصران أساسيان للفهم، وأن الالتفاف وتجميل الشعارات لا يمكن أن يدوما في وطن، جُلّ من فيه يعاني ويتألم ويفهم أسباب معاناته فهما معقولا نسبيا..

وأبدأ أيضا بتوضيح الأسس التالية، دون التفاف ولا تجميل ولا تزيين لها..

نحن ننتمي إلى أمتنا، وبها قوينا مع كل من يعيش على الأرض من ضيوف وأقوام أصيلة، سبقتنا إليها أو نبتت فيها..

نحن مثلا، تعلمنا في مصر التي شاركت الأمة في كل ما تملك، حتى بأرواح أبنائها على أرض فلسطين واليمن، ودعمت ثورة الجزائر رغم محدوديات الإمكانيات المصرية في حينها. والتي أمم قائدها غير الشرق أردني، قناتها، وأعلن التأميم باسمنا وليس باسم مصر وحدها..

وتدفأنا من بترول بغداد مع صدام حسين غير الشرق أردني، الذي لم يبخل علينا بقطرة نفط واحدة، بغض النظر عن طريقت تعامل حكوماتنا مع الهبة النفطية العراقية..

وشربنا من مياه سوريا الأم حين عطشنا

وصلاح الدين غير الشرق أردني، هو عامل أساسي من عوامل حريتنا ووجودنا على هذه الأرض..

ولأننا قوميون وننتمي، مع من يعيش معنا على الأرض، لمساحة أكبر من حدود سايكس بيكو، فإننا نقبل أن نعيش مع من حوَّلتهم سايكس بيكو والمدافعون عنها، إلى "آخرين غرباء"، ونقبل أن يعيش هؤلاء الآخرون معنا.. ونلتزم معا في خوض الصراعات التي مزقتنا.. وأخذت أم الرشراش (إيلات) قبل الجولان ونابلس، وأخذت الباقورة ووادي عربة منا مثلما أخذت الجولان والقدس وأريحا، وتهددنا نحن وما تبقى لنا، مثلما تهدد مرجعيون والنبطية..

لقد قرأت كل كلمة قالها المتقاعدون العسكريون حول قضايا الوطن.. وكل كلمة قيلت عنهم، وكل كلمة قيلت باسمهم..

وأسمح لنفسي في بداية الحديث، أن أسأل المتقاعدين الذين اجتمعوا مع روبرت فسك في مطعم القدس قبل أيام، وبالتحديد من كان منهم عسكريا قبل عام 1967، عن موقفهم في تلك الأيام، أي قبل 1967، من الضفة الغربية، وهل كانوا يعتبرونها أرضا أجنبية يحتلونها هم، كما يقول روبرت فسك الذي اجتمعوا معه، (يقول: "بينما وقعت الضفة الغربية تحت الحكم الأردني لعقدين من الزمن").

http://www.independent.co.uk/opinion/commentators/fisk/robert-fisk-why-j...

وأسأل، إذا كانت همومنا تملأ الدنيا، وتمتد إلى الفساد والمحسوبيات وتحكُّم العائلات ونهب الأموال العامة وغياب التخطيط والديون ونقص الموارد الغذائية والمائية والانتخابات والهصهصة وفساد بعض ممثلي الشعب في البرلمان والمشاكل الاجتماعية والعنف الجامعي والعشائري وتحول الدولة إلى عشيرة تطلب العطوات، والمشاكل مع رجال الأمن والآسعار والتعليم الجامعي والمدرسي والتوجيهي وسيطرة العدو على المياه.. إلخ..

وكل هذه الهموم شرق أردنية صرفة وبامتياز، فلماذا يقبل بعض المتقاعدين أن يسمحوا لفئة تحاول أن تركب موجة تململهم من الأوضاع، لتوجه التململ والرفض باتجاه واحد فقط.. هو وجود أهلنا من مشردي الاحتلال على أراضينا..؟

وأريد أن أسأل المتقاعدين أيضا من الذين يتذكرون أيام ما قبل احتلال الضفة الغربية، هل كنا نحن استعمارا للضفة الغربية انتهى باحتلال الصهاينة لها؟ لقد كنت أعيش في القدس، وكان النظام يقمعنا حينذاك بالعسكريين أنفسهم، حين كنا نتظاهر في الستينات، وكانت بين حججه لقمعنا، أننا نهدد الأمن الوطني.. ولم نكن نطالب يومها بالاستقلال ولا كان النظام بعسكرييه، المتقاعدين حاليا، يهددنا بالفصل والانفصال.. كنا شعبا واحدا..

هناك لغط وغباش وخلط في الطرح..

أليس من حقنا في ظل هذه "الخربطة" والتناقض والفوضى الفكرية، أن نوجه بعض الأسئلة إلى هؤلاء:

- لماذا يتم التركيز على مسألة واحدة، ليست سببا في كل ما يعانيه الناس أو مصدرا من مصادر همومه اللامعدودة، لتتاح الفرصة لمسببي الهموم بالانفراد والتمتع بفسادهم وعمليات إنتاجهم لتلك الهموم؟

- أين يتوقف حدود تعريف الأردني عند المتقاعدين والذين يحاولن أن ينظروا لهم، وهل يمتد إلى كل من هم على الأرض الشرق أردنية، مثل الكثيرين من الاقتصاديين والحاكمين والذين ساهموا في بناء الكيان لبنة لبنة على مدى قرن كامل، في ظل المساعدات والديون الأجنبية والدعم العربي من الأمة التي يجب الانفصال عنها..

- عندما يجمل الذين يتحدثون باسم المتقاعدين مطالبهم بشعارات العداء لأمريكا وللصهاينة الطامعين دائما بأرضنا، هل يستطيعون عند الانفصال عن أمتهم، أن يستمروا بإدارة الوطن دون أمتهم، في مواجهة الصهاينة والبنك الدولي والسرطان المساعدات الأمريكية..؟ هل يمكننا أن نقرأ برنامجا يوضح المسألة؟؟

- عندما يتم اللجوء والاستجاد بروبرت فسك، هل يعتقد أحد ما أن روبرت فسك، ابن بريطانيا، التي مزقتنا في سايكس بيكو، يمكن أن يقدم لهم حلولا لقضاياهم؟

- ألا يرون في الطريقة التي بدأ بها روبرت فسك مقاله بالتذكير بأحداث أيلول، دليلا على نوايا الرجل تجاهنا؟

- يقول بعض المنظرين المشاركين في اللقاء مع فسك، وربما المنظمين له، في موقع خاص على الإنترنت، أن "الأهمية هي في كتابة فيسك تقريراً عن اللجنة الوطنية العليا للمتقاعدين العسكريين، وظاهرة الوطنية الأردنية التي تبرز، والتي تتناقض بشكل جوهري مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة".. وأسأل: هل هناك أسس لظاهرة الوطنية الأردنية؟ غير الأسس العربية أو الشامية؟ ما هي الأسس، وبوضوح، ربما نقتنع بها ونتبناها؟ وكيف تتناقض مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية للمنطقة، والتفتيت ونحن نعرف أن إنتاج الهويات الضيقة في كل مكان، هو هدف ووسيلة من الأهداف الأمريكوصهيونية للعالم، وليس لمنطقتنا فحسب.. هل المسألة مجرد موضوع إنشاء مدرسي؟؟ هذا وطن أيها الناس، وقضاياه لا تعالج هكذا!!


(2)

حتى نواصل الحديث حول ما بدأناه الأسبوع الماضي، لا بد من طرح سؤال أساسي.. وكل من يهرب من هذا السؤال أو يلتف حوله، لا يستطع أن يبرهن حسن نواياه..

السؤال هو: هل الأخطار على هذا الجزء من الوطن العربي، هي أخطار على أشخاص فقط، أم على إمارة أو مملكة أو أية دولة جزئية وحدها، أم هي أخطار على الأمة بكاملها؟

فهْم الأخطار ومقاومتها، يبدأ بتعريفها وتعريف أطرافها بوضوح كامل.. بدون مجاملة أو خوف من الحكومات أو من مراكز القوى، أو من القوى التي تشكل جزءا من هذه الأخطار.. خصوصا إذا كان العمل عملا علنيا فوق سطح الأرض.. وهذه هي حالة التصدي للأخطار التي يتحدث عنها المتقاعدون العسكريون كما يظهر من بياناتهم، أو من موقع "كل الأردن" الذي يتبنى مواقفهم.. ولا أقول يسيئ لهم بالطريقة التي يتبناها بها مواقفهم..

وحتى تتم الإجابة على السؤال السابق، فإن أفضل إجابة تأتي من عند الدولة التي جاء منها روبرت فسك، وهو يلتزم بقوانينها ومصالحها ويعتبرها وطنه الذي يدافع عنه.. أي من بريطانيا..

أورد هنا نصا من وثيقة كامبل.بانرمان.كما ورد فيها تماما.. وكامبل.بانرمان كان رئيس وزراء بريطانيا حين صدرت هذه الوثيقة عام 1907، عن سبع دول استعمارية هي بريطانيا وفرنسا واسبانيا والبرتغال وإيطاليا وهولندا وبلجيكا.

وهذه الوثيقة تقول، تحت عنوان "تقسيم الشرق العربي":

"لقد دعت الإمبريالية البريطانية إلى تشكيل لجنة عليا من سبع دول أوروبية.

التقرير الذي قدم عام 1907 إلى رئيس الوزراء البريطاني كامبل.بانرمان أكد على أن الدول العربية والعرب المسلمين الذين يعيشون في الامبراطورية العثمانية شكلوا تهديدا حقيقيا للدول الأوروبية، وأوصى التقرير بما يلي (الترجمة حرفية):

1. تقسيم وتفتيت المنطقة

2. إنشاء كيانات سياسية مصطنعة تكون تحت سيطرة الدول الإمبريالية

3. محاربة أي نوع من الوحدة سواء كانت فكرية، دينية أو تاريخية واتخاذ الأجراءات العملية لتقسيم سكان المنطقة.

4. ولتحقيق هذا، قد أوصى تقرير لجنة كامبل.بانرمان بإنشاء دولة فاصلة "BUFFER STATE" في فلسطين يسكنها كيان عدو لجيرانه وصديق للدول الأوروبية ومصالحها".

"وجود إسرائيل، التفتيت، إنشاء كيانات مصطنعة، محاربة أي نوع من أنواع الوحدة، واتخاذ الأجراءات العملية لتقسيم سكان المنطقة".

أليس هذا ما يسعى إليه بعض الإقليميين حاليا، مغلفا بشعارات الهويات الوطنية والإقليم أولا وسحب الجنسيات وتفتيت المفتت؟

وكيف يمكن فصل ما يجري عن ما دعت إليه دول وثيقة كامبل.بانرمان؟؟

لسنا أغبياء.. ونريد توضيحا من رواد الحركات التفتيتية والمنظرين لها.. ونوجه تنبيها إلى الذين قد يخدعون بشعارات براقة على طريقة شعار "حق تقرير المصير للفلسطينيين" وشعار "الهوية الوطنية الأردنية"، و"الهوية اللبنانية الجعجعية" وغيرها من الشعارات التي لا تخرج عن برنامج الدول الاستعمارية المذكورة أعلاه.. ونصوص الوثيقة أمامكم..

الأخطار إذن، هي أخطار على الأمة، وليست على البلقاء والموقر وجونيا ورام الله....

روبرت فسك... في مقاله عن اجتماعه بالمتقاعدسن العسكريين في مطعم القدس فس عمان، يبدأ بالسؤال الذي لا يمكن إلا أن يكون اشتقّه من وثيقة كامبل بانرمان، وتثقف به على يد المفكرين البريطانيين الذين لا تهون عليهم هزيمة بريطانيا وتقهقرها:

"لماذا يحتل الفلسطينيون الأردن؟؟" هذا هو سؤال روبرت فسك.. ويتبعه بالتذكير بأحداث أيلول.. بإصرار لا يمكن أن يكون بريئا،. حتى أنه يرى آثار الطلقات في جدران عمان بعد أكثر من أربعين عاما..

وعلى سؤاله الخبيث، نبني ما يلي: لماذا تنتشر الدبابات الفلسطينية والجنود الفلسطينيون في الباقورة ووادي عربة وأم الرشراش، وفي كل مكان؟ لماذا تسيطر القوات الفلسطينية على مياه نهر الأردن وتسرق مياهه وتبني المصانع في المدن الصناعية المؤهلة.. وتعقد معاهدة ذل وإذعان مع الحكومة الأردنية.. وترغمها على فك الارتباط مع أمتها العربية؟

أي انحطاط استعماري بل أي فسق سياسي وأخلاقي يكمن في هذا السؤال الذي وجهه فسك في مقاله في صحيفة الإندبندنت والذي بناه كما يقول على ما سمعه من المتقاعدين العسكريين في مطعم القدس؟؟

وأي انتماء ووطنية يمكن أن تكمن في التفاعل الإيجابي لأي عربي مع هذا السؤال، بعد قراءة وثيقة كامبل.بانرمان المذكورة أعلاه، وكيف يمكن أن نقيّم نوايا المستجيبين مع هذا السؤال الفسكي الفاسق؟؟؟؟؟

ولا أظن أن المتقاعدين العسكريين الشرفاء تفوتهم هذه الحكاية!!!

كما لا أظن أن المتقاعدين العسكريين تفوتهم الغمزة التي قالها عنهم بشكل مباشر.. حين قال عنهم في مقاله: "إنهم رجال الملك. غير أنهم وطنيون شرسون".. وبالانجليزية قال:

“These are the king’s men. But they are fierce nationalists”.

وكنت آمل أن يصده بعض المتقاعدين.. حتى يكونوا منسجمين مع أنفسهم، والسؤال هنا: "ما معنى: لكنهم وطنيون شرسون".. "BUT" في اللغة الانجليزية تعني أن ما قبلها ليس له صفة ما بعدها.. وهذا يعني أن رجال الملك ليسوا وطنيين، والمتقاعدون من رجال الملك.. هل يمكن لأي شخص أن يفسر ما عناه فسك بهذا.. وإذا كان رجال الملك ليسوا وطنيين باستثناء المتقاعدين، فكيف قبل المتقاعدون أن يكونوا مع الآخرين من رجال الملك الذين يقول أنهم ليسوا وطنيين.. إنه محترف للكتابة، وهو بريطاني أيها الإخوة.. وهو يعرف ما يقول.. وهو يقصد ما لا يمكن أن تقصدوا أنتم، إلا مَنْ تآمر وقصد التفتيت.. وحاشا أن يكون هذا واحدا منكم!

والمسألة لا تتوقف عند هذا الحد!! فبيانات المتقاعدين العسكريين فيها مسائل أخرى تحتاج إلى إجابات.. ما دامت مطروحة على أساس أنها مسائل وطن.. وسوف نوجه الأسئلة رغم أننا نقول أن الوطن أكبر بكثير من شرق الأردن.. ولكننا نفترض مرحليا، أنها مسائل جزئية، عسانا نفهم ما يقال!!

ما هي ظاهرة الهوية الوطنية الأردنية، التي ينادي بها بعض المنظرين للتحرك!! من حقنا أن نعرف الأسس الفكرية النظرية لا الأسس العاطفية الانفعالية والمبنية على المصالح الشخصية والجهوية..

ومن حقنا أن نعرف كيف يمكن لهذه الهوية بشكلها التفتيتي المطروح أن تتناقض بشكل جوهري مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة..

المخططات الأمريكية هي تفتيت المنطقة ومثلها الإسرائيلية، لإحكام السيطرة عليها.. والهويات الإقليمية هي تكريس هذا التفتيت، فأين هو التناقض بين أمرين يؤديان إلى نتيجة واحدة..

أما المسألة الثانية، فهي تعريف الأردني..

والسؤال ليس من هو الأردني، بل السؤال، لأن هذا السؤال يضع سائليه في مأزق، حين نقدم لائحة كاملة من الكبار الذين لا تنطبق عليهم رغبات سائل السؤال، الذي سأل نفس السؤال قبل عشرين عاما.. لكنه يخشى من مواجهتهم.. فيختار من يعتقد أنهم ضعاف.. حتى لو أدى سؤاله إلى فتنة وطنية.. لا تعرف حدودها..

نحن نؤمن بأمتنا الكبيرة، إيمانا مصيريا، ومقياسنا لتقييم أي شخص، حاكم أو محكوم، هو فقط مقياس انتمائه لقضايا الأمة وصلاحه في تنفيذ المهام التي توكل إليه لخدمة الوطن.. دون أن نسأل عن منبته ما دام نابتا من أرض الأمة.. الواسعة.. ولهذا فإن أعداءنا هم أعداء الأمة.. ونحن نعتبر صلاح الدين والشيخ عز الدين القسام منا.. ونعتبر محمد علي بدير وإيليا نقل والطباع وغيرهم من بناة الاقتصاد والداعمين له.. منا ولا يختلفون عنا لأن منابتهم هي أرضنا..

أما الإقليميون الذين تكمن وتختبئ في بياناتهم الدعوة للعرق الشرق أردني الصافي (على طريقة التلمود)، والذين يسلخون الشخصية الوطنية الأردنية عن أمتها، ويضعون لها المقاييس التي تعتبر من يحق له حمل الجنسية الأردنية، فقط من انحدر من الأصول الشرق الأردنية، وحتى عودة أبو تايه الذي ولد أيام بلاد الشام، عام 1850، المقاتل الشرس العنيد، الذي كان حتى يعارض إنشاء الكيان الأردني ككيان مفصول، أصبح عند الإقليميين أردنيا فقط وبجدارة، كما يقول أحد كتابهم في مقالاته الصحفية المنشورة في صحيفة العرب اليوم، ومثل عودة أبو تايه، ميشع والأنباط..

الإقليميون يعتبرون إقليما تشكل منذ أقل من قرن، اقتطاعا من كيان أكبر منه، وضمن برنامج أعدائه المستعمرين، كافيا لتشكيل كيان منعزل عن أمته، رغم اعتماده المطلق على المساعدات الأجنبية، التي يقدمها له من يقول هؤلاء أنفسهم إنهم يعتبرونه عدوا، أي امريكا..

المسألة تحتاج إلى إعادة نظر..

السؤال البديل لسؤال من هو الأردني، الذي يجب أن نسأله، هو السؤال التالي:

هل نحن فعلا بحاجة إلى تعريف من هو الأردني، أم بحاجة لدراسة ومعالجة الأمور التي قسمتنا إلى أردني وسوري ولبناني وفلسطيني، في مواجهة عدو جمع اليهودي البولندي واليمني والروسي والحبشي والألماني والفرنسي والبريطاني والمغربي إلخ..

كيف نواجه مشروع اليهود الذين يريدون أن يصنعوا أمة من مزق وأقوام مشتتة.. وبعضنا هنا يريد أن يكرس تمزيق أمة واحدة.. إلى مزق وأقوام مشتتة متقاتلة..؟

سياسة الصحيفة التي أنشر فيها المقال، لا تسمح بذكر الأسماء، رغم أن الأسماء في مثل هذه المسائل هامة، ولكنني أحترم الصحيفة شبه الوحيدة التي تقبل أن تنشر ما أكتب، ولولا ذلك لوجهت السؤال إلى شخص محدد بالاسم.. لأنه كان يُنظّر لهذه المسألة منذ سنين.. ولتحديته في مناظرة فكرية على صفحات الصحف..

لكنني اليوم أوجه السؤال للجميع..

وفي مكان آخر من مقاله: يقول فسك "إن المتقاعدين أرسلوا للملك رسالة، حذروا فيها من "الطابور الخامس" في الأردن من الداعمين للسياسة الأمريكية في المنطقة، ومن ترك هويتهم الوطنية غير محددة بهذا الشكل الخطير، وهو ما قد يدمر البلاد".

لا أريد أن أخوض كثيرا في هذه المسألة حتى لا أحرج المتقاعدين، الذين يتناقضون في طرحهم غير المبني على أسس صلبة، لكنني أسأل سؤالا واحدا: من هم المتحالفون مع الأمريكيين في البلاد؟؟ هل هم أبناء البقعة والوحدات.. أو أبناء عشائر بني حسن والحويطات، أو وجوه سقف السيل المتعبة؟؟ هل لدى أحد شجاعة الإجابة على السؤال؟؟ مع التأكيد على حقيقة أن: لا أبناء البقعة ولا بني حسن ولا الحويطات يؤيدون التحالف مع أمريكا..


(3)

مررنا في الحلقتين السايقتين على محتوى ما يطرحه المتقاعدون العسكريون وعلى مسألة اجتماعهم بروبرت فسك وكتابته عنهم في صحيفة الإندبندنت.. وقدمنا ملخصا لوثيقة كامبل.بانرمان التي اتفقت فيها دول الاستعمار على تمزيق المنطقة وبينا كيف يمكن لأي تحرك تفتيتي أن يكون تنفيذا لهذه الوثيقة..

ولاستكمال المسألة، لا بد من تقييم التحرك نفسه وما سيؤدي إليه وأدواته.

بافتراض حسن النوايا لدى المتقاعدين العسكريين.. (وليس لدى كل من يشاطرهم طريقهم)..

أقول إن مثل هذه القضايا المطروحة في بياناتهم ليست قضايا بيانات وجلسات صالونات ومطاعم ولقاءات مع غرباء لا يعنيهم من قضايانا إلا ضمان أمن الصهاينة والبترول..

عندما يتناول الكبار القضايا الكبيرة، لا بد من توفر شروط محددة، إن لم تتوفر يعتبر تناولهم مجرد تسلية وبحثا عن نجومية، أو مغرضا ذا أهداف مستترة..

وأبدأ بالتأكيد أن مثل هذه القضايا تحتاج إلى برامج أو تتحول إلى فتن، وفي الحالة التي نبحثها، لم أقرأ برنامجا أو حتى تلميحا أو تشبيها ببرنامج.

وأنا أحذر المتحركين من التأثر بتعليقات معلقي المواقع الإلكترونية الذين لا يدركون معنى ما يقولون، ويتعلمون تعليقاتهم من هتافات الغوغاء في ملاعب كرة القدم..

كما لا بد من أن يكون لدى أصحاب الحراك موقف فكري واضح، بلا تناقضات، غياب الموقف الفكري الواضح مثلا، يمكن أن نراه في التستر وراء اعتبار أمريكا عدوا، واعتبار المتحالفين معها طابورا خامسا، ثم الهتاف للحكم الذي يتحالف معها؟؟!! أين الوضوح في الموقف هنا عند من ينتقد موقفا بهذه الحدة، ويهتف لمن يتبناه..

وغياب الموقف الفكري واضح في فهم المشروع الصهيوني بالنسبة "للأردن"، واعتباره مقتصرا على "تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، بمنع قيام الدولة الفلسطينية وتحويل الضغط الدولي باتجاه الأردن.. إلخ"، أي الفهم الذي يؤدي إلى تقزيم الخطر الصهيوني المهدد لكل المنطقة وكل الأمة، وهو ما يؤدي إلى غياب أي طرح وبرنامج لطريقة مقاومته والاكتفاء بشتمه والدعوة للانعزال عما يجري بسببه، هذا الفهم المنقوص للخطر الصهيوني الذي هو أحد أخطر أسس مشاكل المنطقة ومآسيها، يجعلنا نتساءل فعلا عن إمكانية أن يكون التحرك موضوع البحث تحركا استراتيجيا، أم مجرد تحرك سؤدس إلى زيادة مشاكل المنطقة وهي كثيرة، مع حصول بعض الداعين للحراك غير المدروس بعمق على موقع في صفحات الصحف والمواقع الإكترونية..

وغياب الموقف الفكري الواضح نراه أيضا في تبني المتحركين للقرار الدولي رقم 194، والذي يطالبون أن يكون محور السياسة الخارجية الأردنية.. في حين أن هذا القرار هو التشريع القانوني للتوطين بنصه الصريح على حق "الفلسطينيين" المغضوب عليهم، أن يختاروا بين العودة والتعويض.. ألم يقرأ منظرو التحرك ذلك بدقة؟؟ أي أن المتحركين يتبنون قرارا يتعارض مع تحركهم مرة أخرى!! ولم يقولوا لنا ماذا سيفعلون إذا اختار الفلسطينيون المطلوب نزع جنسياتهم، التعويض والبقاء في أماكنهم، ضمن القرار 194 الذي يتبناه المتقاعدون المتحركون.. هل سيبدؤون حراكا جديدا؟؟

كما لم يبين المتحركون إذا كانوا درسوا كيف سيهرع أعداء الأمة لاستغلال تحركهم إذا أصبح فاعلا، فيما يتعلق بالتمزيق، ولم يبينوا رد فعلهم إزاء مثل هذا الموقف الحتمي، رغم أن كل التحليلات تشير إلى أن التحرك لن يصبح فاعلا، لافتقاره الفعلي لأبسط متطلبات التحركات الفاعلة.. وأن آثاره لن تتجاوز ترك بعض الإضافات السلبية في مسلسل تمزيق المنطقة وتفتيتها وبث الفتن بين مواطنيها.. حتى لو لم يقصد معظم المتحركون ذلك.. أي أن الخطورة في نتائج التحرك تكمن فعلا في إمكانيات التحول إلى فتنة، بعد اختفائه، لأنه أنتج لنفسه هيكلا يتيح له طرح الشعارات المنتجة للفتن قبل أن يختفي، وهي من نوع الشعارات المخيفة التي لا تسهل السيطرة عليها..

لم يقدم المتقاعدون المتحركون أي تحليلات عميقة لإمكانيات الدولة الإقليمية العرقية الخالصة المعزولة عن أمتها، التي يتكلمون عنها ويدعون إليها، أي الإمكانيات والقضايا المتعلقة بالاقتصاد والمياه والسياسات خارجية مع المحيط والعالم، والقدرات العسكرية والأمن الغذائي وطريقة التعامل بوضوح مع الصهاينة الطامعين بأرض شرق الأردن، ليس فقط للتوطين بل للقضم والضم كذلك، فهم التحركات والتفاعلات الديموغرافية المحتملة نتيجة حراكهم، وغيرها من المسائل؟؟

ولم نقرأ في ما قالوه لروبرت فسك، أو ما كتبوه في بياناتهم، أي شيء حول فهمهم لقدرة الدولة الإقليمية على تحمل النتائج، أي نتائج للانعزال عن الأمة!!

حتى الجوانب غير المتعلقة بالأقلمة والانعزال والعزل، مثل رفضهم للفساد إلخ..

إن دعوتهم هي دعوة لإعادة إنتاج دولة في هيئة وقالب جديدين،

إذا كانوا غير قادرين على تقديم مواقف واضحة.. كيف يمكن أن تتعامل مع نتائج طروحاتهم؟

وهل هي مجرد طروحات تخدم بعض الموتورين الذين يبحثون عن موقع في السلطة يتيح لهم تقاسم الكعكة حتى ولو على حساب الوطن.. مرورا بتحرك المتقاعدين المخلصين؟؟

ونسأل أيضا: كيف يمكن فهم لجوء أصحاب تحرك مثل هذا، لكاتب أجنبي، ليعلن عنه، بدل التوجه إلى الشعب؟ صحيح أن روبرت فسك محسوب رجل سلام.. لكنه رجل سلام من النوع الذي يؤمن بالسلام المنطلق من تثبيت الواقع الظالم على الأرض.. أي سلام صهيون.. فهل يجهل المتقاعدون ذلك؟؟ تلك مشكلة إذا كانت صحيحة..

أما عن طبيعة الحركة ومكوناتها وأدواتها، نسأل:

هل تكفي صفة المتقاعدين لتجميعهم حول برنامج سياسي بدون نظرية..

هل المائة وأربعون ألف متقاعد الذين يتكلمون عنهم، تجمعهم صفات سياسية موحدة حتى يستطيع أحد أن يدعي تمثيلهم، أليسوا مكونين من نسيج مختلط، من الإسلاميين والقوميين والملكيين والمعارضبن للملكية والقوميين والإقليميين وأصحاب اللاموقف وحتى من حملة البطاقات المغضوب عليهم إلخ..

الجواب طبعا طبعا أنه لا يمكن لأد أن يدعي تمثيلهم سياسيا، وإن كان من الممكن تمثيلهم نقابيا ومطلبيا.. فماذا ستكون النتيجة وقد حصلت الحركة على منبر يتيح لها طرح ما يريد بعض الذين يركبون موجتها مثل موقع كل الأردن..؟؟

هل يمكن لأحد بالمطلق بين المحيط والخليج، أن يدعي حصوله على تأييد 140ألف، ويبرهن ادعاءه، باستثناء عبد الناصر يوم أمم القناة، وحزب الله في مهرجان النصر المليوني بعد حرب تموز؟؟

وباختصار: إن حركة المتقاعدين العسكريين بما تطرح، تفتقر إلى ما يلي:

نقص واضح في وضوح الأفكار والبرامج

تعريف أدوات تنفيذ الأهداف التي هي بدورها غير معرفة

التركيبة الفكرية والعقائدية التي تجمع القواعد، وهل تكفي الصفة الوظيفية (المتقاعدين) لحمل برنامج موحد؟؟ وطرح هذه الصفة،

أما عن العلاقة بين الحركة والجماهير، فهي غير موجودة إلا من خلال تعليقات بعض المعلقين من رواد مواقع الإنترنت.. ورغم ذلك نقول: نحن في ظل مجتمع ذي تركيبة فكرية عشائرية قوية، وأن هذه التركيبة الفكرية العشائرية التي يحملها ما يتجاوز ربع سكانه، من المواطنين الطيبين، لكن الكثيرين منهم من المسلحين بالأسلحة الفردية الصالحة لإشعال الفتن، ولهذا نخشى على الوطن من القضايا المطروحة وطريقة طرحها، ومن أن بعض الذين يحاولون ركوب موجتها، هم من دعاة الفكر المتنقلين بين الأفكار مع تغير المواقع والفرص المتاحة، (بعض هؤلاء بدأ أمميا ثم أصبح قوميا ثم انقلب إقليميا، ثم تراجع بسهولة إلى جهوي ثم التجأ إلى بيت العشيرة للقيام بالدعاية الانتخابية، (ويمكن بسهولة الرجوع إلى بعض ملصقات الدعاية لبعضهم في دورة انتخابات انتخابات نيابية سابقة، لنرى كيف تحول حتى شعار الأردن أولا، إلى ملصق يحمل اسم مدينة واحدة فقط من كل الأردن، لضمان أصوات تلك المدينة في الانتخابات!)

وملاحظة أخيرة، لا أدعي براءتها: أي حركة تغييرية في أي مكان، تجد من يتصدى لها من الهياكل المراد تغييرها؟؟ هل يستطيع أي منكم أن يقول لي لماذا لم يتصد أحد لهذه الحركة من الدولة المطلوب تغييرها؟؟

بعض الناس قال لي: يجب أن نعطي هذا الحراك فرصة.. إنها أول مرة يحصل فيها شيء مثل هذا؟؟

وأرد: فرصة لماذا؟؟ إذا كان الحراك بلا وضوح فكري بل مليء بالتناقضات، ولا برنامج ولا طبيعة مشتركة بين حامليه وأدواته، ولا يعرف أصحابه إلى أين يذهبون بالوطن.. فأي فرصة تقصدون؟؟

هل هي فرصة للدعوة للفتنة؟ لمجرد أن الداعين ذوو نوايا حسنة؟؟ منطقتنا وطن كبير.. فيه أمة كبيرة.. يتربص بها عدو قوي.. فكفانا تمزيقا أيها الناس.. وابحثوا عن طريقة الوقوف في وجه هذا العدو.. الطريقة الوحيدة وهي المقاومة من موقع شعبي موحد..

وإنكم جميعا مسؤولون؟؟

:::::

المصدر: "السبيل" ـ الادرن

Links