من أجل جمعية تأسيسية تضع أسس جمهورية ديمقراطية

17/01/2011
حزب العمال الشيوعي التونسي
من أجل حكومة مؤقتة - من أجل مجلس تأسيسي - من أجل جمهورية ديمقراطية ** "إن أخطر ما يمكن أن يحصل اليوم هو سرقة انتصار الشعب التونسي والالتفاف على مطامحه المشروعة في الحرية والعيش الكريم وعلى تضحياته عبر المحافظة على نظام بن على من دون بن علي وتشكيل ديكور ديمقراطي جديد حوله"
Bild

حقق الشعب التونسي مساء أمس انتصارا عظيما على طاغيته الذي فرّ من البلاد بحثا عن ملجأ آمن بالخارج وأعلن المجلس الدستوري اليوم وهو أحد الأجهزة التي نصّبها بن على تولّي فؤاد المبزع رئيس مجلس النواب الصوري الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات رئاسية جديدة في ظرف 45 إلى 60 يوم.
إن حزب العمال الشيوعي التونسي إذ يحيّي هذا الانتصار الذي أحرزه الشعب بقدراته الذاتية وبصموده التاريخي وبتضحيات أبناءه وبناته وبدماء شهداءه الأبرار يؤكد:

1- إن الانتصار المحقق إلى حد الآن لا يمثل سوى منتصف الطريق وإن النصف الآخر يتمثل في تحقيق التغيير الديمقراطي المنشود وتجسيده في أرض الواقع.
2- إن التغيير الديمقراطي لا يمكن أن ينبع من نفس الحزب والرموز والمؤسسات والأجهزة والتشريعات التي كرّست الدكتاتورية وحرمت الشعب من أبسط حقوقه على مدى أكثر من نصف قرن منه 23 سنة من حكم بن على.
3- إن فؤاد المبزع الذي يتولى الرئاسة مؤقتا هو أحد أعضاد بن على ورئيس مؤسسة منصبة تنصيبا ولا تمثل الشعب في شيء وأن تحديد مدة 45 إلى 60 يوم لإجراء الانتخابات الرئاسية لا هدف من وراءها سوى الإسراع في محاولة لضمان استمرارية النظام الدكتاتوري عبر أحد رموزه السابقين.
4- إن أخطر ما يمكن أن يحصل اليوم هو سرقة انتصار الشعب التونسي والالتفاف على مطامحه المشروعة في الحرية والعيش الكريم وعلى تضحياته عبر المحافظة على نظام بن على من دون بن علي وتشكيل ديكور ديمقراطي جديد حوله.
5- إن التغيير الديمقراطي بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يقتضي القطع فعليا مع نظام الاستبداد عبر خطوة مباشرة تتمثل في تشكيل حكومة مؤقتة أو أيّ هيئة أخرى ذات صلاحيات تنفيذية تتولى تنظيم انتخابات حرة لمجلس تأسيسي يضع أسس الجمهورية الديمقراطية الحقة التي ينعم فيها الشعب بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية.
6- إن كل القوى التي قامت بدور فعال وحاسم في إسقاط الدكتاتور سواء كانت سياسية أو نقابية أو حقوقية أو ثقافية منظمة أو غير منظمة معنية وعموم الشعب برسم مستقبل تونس ولا يمكن أن ينوب عنها أي طرف أو جهة في أي مفاوضات أو اتصالات مع السلطة.
7- إنّه من العاجل أن تشكل القوى الديمقراطية ميدانيا هيئات وطنية موحدة للتغيير الديمقراطي ويكون من مهامها حماية مكاسب الشعب التونسي المنتفض والتفاوض مع السلطة من أجل تسليم الحكم للشعب بطريقة سلمية.
8- إن القوى الديمقراطية في كافة أنحاء البلاد مطالبة بتنظيم صفوفها في هيئات أو لجان أو مجالس جهوية ومحلية وقطاعية لتأطير الحركة الشعبية والتصدي للمناورات الرجعية ولأعمال التخريب والنهب التي ترتكبها جماعات خفية تريد زرع الرعب في صفوف المواطنين والمواطنات وتهديد أمنهم وتخويفهم من التغيير الديمقراطي ودفعهم إلى تسليم أمرهم للأجهزة القمعية القائمة.
9- إن قوات الجيش التي تتركب في معظمها من أبناء هذا الشعب مدعوة للحفاظ على أمننا وأمن الوطن واحترام خياراته وطموحه إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وهو ما يجعل من إلغاء حالة الطوارئ في أسرع وقت ممكن أمرا ضروريا حتى لا يكون ذريعة لثني الشعب التونسي عن مواصلة كفاحه المشروع وتجسيد مطامحه في أرض الواقع.

من أجل حكومة مؤقتة
من أجل مجلس تأسيسي
من أجل جمهورية ديمقراطية

حزب العمال الشيوعي التونسي
تونس في 15 جانفي 2011

Links