انتفاضة سورية كجزء من الهبّة الشعبية العربية

01/08/2011
الحرية هي عدو الإمبريالية، الحقيقة ثوريّة، التدخّل الإمبريالي لن يكون يوما مبررا
المعسكر المناهض للإمبريالية
عقب التغير النوعي في طبيعة "الربيع العربي" والالتباس الذي أحدثته الانتفاضة الليبية بتحولها السريع من حراك سلمي إلى نزاع مسلّح بين نخب حاكمة يرافقه تدخّل أجنبي، زاد اندلاع الاحتجاجات في سورية من تعقيد الموقف من منظور القوى التقدمية والمناهضة للإمبريالية
Bild

تعم المنطقة العربية روح جديدة تتّخذ أشكالا متنوعة من التحركات الشعبية التي تطالب بالديمقراطية والعدالة الإجتماعية والسيادة الوطنية، ورغم اتخاذ هذه الحركات طابعا قطريا في مطالبها،إلا أن روحا عروبية جديدة قد ولدت بين الجماهير التي أثبتت شجاعة سياسية وقدرة على التنظيم ووضوحا في الرؤية أكثر من المتوقّع بل أكثر ما تحوزه بعض نخب المعارضة في الأقطار المختلفة.

عقب التغير النوعي في طبيعة "الربيع العربي" والالتباس الذي أحدثته الانتفاضة الليبية بتحولها السريع من حراك سلمي إلى نزاع مسلّح بين نخب حاكمة يرافقه تدخّل أجنبي، زاد اندلاع الاحتجاجات في سورية من تعقيد الموقف من منظور القوى التقدمية والمناهضة للإمبريالية، وفي هذا الوضع الحرج فإننا في المعسكر المناهض للإمبريالية ننوه إلى ما يلي:

1. لا يمكن النظر إلى الانتفاضة السورية بمعزل عن التطورات التي تشهدها المنطقة، فهي حركة شعبية حقيقية من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية وضد النظام المافيوي البيروقراطي الرأسمالي الذي يدافع عن امتيازات قمته، ويعطي الملياردير رامي مخلوف قريب الرئيس الأسد مثالا صارخا على هذه النخبة. إن مطالب الانتفاضة وإن توجهت إلى نظام "داعم للمقاومة" مطالب شرعية، وعلى المدى المتوسط لا يمكن مواجهة ودحر الهيمنة الإمبريالية ورأس حربتها الصهيوني في المنطقة إلا عبر عالم عربي ديمقراطي ذات سيادة ومسيطر على موارده وتطوره الاقتصادي.

2. رغم تشابه الأنظمة العربية في طبيعتها السياسية، إلا أنها تتفاوت في بعدها عن المركز الإمبريالي حيث تتنوع علاقاتها مع الغرب بين اعتماد وجودي وتحالف استراتيجي (كما هو الحال في المملكتين السعودية والأردنية) وبين بعلاقة براغماتية بالغرب من الممكن وصفها بالتحفّظ أو "الممانعة" التي تبحث عن الحلول الوسط كما هو حال النظام السوداني أو السوري، فالنظام السوري كان دوما في معسكر الممانعة وقد دعم بالفعل حركات المقاومة من أجل تقوية موقعه في التوازن مع الهيمنة الأمريكية والكيان الصهيوني في المنطقة. إن هذا البعد عن طاعة المركز الإمبريالي، إضافة على مقدرة كل نظام على الحفاظ على الوضع القائم هما تحديدا ما يحكم موقف الغرب من الحركات الديمقراطية في المنطقة.

3. بناء على ذلك فمن المفهوم أن تضع الانتفاضة الشعبية في سورية ضد فساد وقمع نظام الأسد القوى المناهضة للإمبريالية في موقف حرج، فمن ناحية من اللازم مساندة المطالب الشعبية بالحرية والعدالة الاجتماعية وهي مطالب شرعية، ومن ناحية أخرى لابد من رفض التدخل الغربي، خاصة أنه موجه ضد الدولة العربية الأكثر سيادة والتي تشكل جزءا من محور المقاومة الأخير الموجود فعليا في المنطقة. إذن فالخطر كبير ولكن لا مناص عن هذه المواجهة.

4. إننا في المعسكر المناهض للإمبريالية إذ نؤيد المطالب الشعبية ونندّد بالعنف الموجّه إلى المتظاهرين العزّل والذي لا تبرره المواقف الداعمة للمقاومة، فإننا نرحّب بمؤتمر المعارضة السورية المنعقد في دمشق في 26 حزيران (يونيه) كبادرة صحية لتشكيل مرجعية معارضة وطنية في داخل البلاد وبين الجماهير، وكعلامة على نجاح الانتفاضة الشعبية التي فرضت على النظام تقبل انعقاد المؤتمر.

5. إننا نستنكر محاولات الغرب ووكلائه الإقليميين التدخل في الانتفاضة السورية وندين توظيف المطالب الشعبية لصالح القوى الصهيونية والعميلة للإمبريالية، فلا يجوز تكرار المأساة الليبية.

6. إننا ندين محاولات عسكرة المواجهة عبر عناصر قادمة من الخارج ترمي إلى ضرب استقرار البلد، فهذه الأعمال لن تؤدي في النهاية إلا إلى تهميش الحركة الشعبية وتسهيل ضربها على النظام، ما يفتح الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبي، وفقط في هذا السياق يمكن فهم التهديدات التركية بإقامة "منطقة عازلة" داخل الأراضي السورية.

7. إننا نطالب النظام السوري وقف قمع الحركة الاحتجاجية والتعامل بجدية مع مطالب الجماهير المشروعة كمدخل لحوار وطني حقيقي يؤسس لنظام ديمقراطي تعددي يحافظ على شخصية سورية المقاومة ويضمن الحرية والعدالة الاجتماعية.

الحرية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان هم نقيض الإمبريالية والصهيونية!
عاشت سورية حرة في منطقة عربية حرة وموحّدة!
يسقط النظام العالمي الأمريكي!

المعسكر المناهض للإمبريالية
فيينا، 19 تمّوز (يوليه) 2011

Links