صبحي الحديدي: نظام الأسد يتآكل والانتفاضة قادرة على خلق قياداتها في الداخل

في محاضرة في المركز الثقافي العربي النمساوي
19/09/2011
المؤتمرات والمجالس ضررها الملوس أكبر من نفعها المفترض
عماد قرباية - فيينا
في اطار سلسلة من المحاضرات التي ينظمها المركز الثقافي العربي النمساوي "عكاظ" تحت عنوان "الربيع العربي" قدم المثقف والناقد الادبي السوري صبحي حديدي أمام حضور كبير جله من الجالية العربية السورية رؤيته عن الوضع في سوريا في علاقة بالانتفاضة : الاسباب ،الواقع والافاق.
Bild

يرى صبحي حديدي ان هذه الانتفاضة تميزت في إنطلاقتها بالتلقائية ويعتبر جذريتها والتحامها بالشعب هي القوة الكامنة وراء استمراريتها رغم وحشية النظام و قمعه.
في علاقة بمحاولات النظام إمتصاص الغضب الشعبي عبر جملة من الاصلاحات،يرى صبحي حديدي ان النظام السوري نظام استبدادي ولا يمكن ان يقوم بالاصلاحات اللازمة من اجل ارساء الديمقراطية، ويأتي في مداخلته على جملة من التفاصيل من داخل تركيبة النظام ودور الجيش ودور الفرقة الرابعة في قمع الانتفاضة.كما يعتبر انه ليس نظام ممانعة ويستعمل ورقة المقاومة من اجل الحفاظ على وجوده واستمراريته في اطار توازنات دولية.
في علاقة بتركيبة المجتمع السوري يرى صبحي حديدي ان العامل الطائفي غير فاعل في الانتفاضة كما يستشهد بأمثلة من تاريخ سوريا الحديث حيث أثبت الشعب السوري نضجه في هذه النقطة ويرى ان النظام هو الذي يستعمل ورقة الطائفية لتقديم نفسه كضمان لوحدة سوريا.

كما يشدد على ان الانتفاضة السورية يجب ان تبقى سلمية وان لا تسمح بتدخل اجنبي ويوجه نقده لتكاثر المجالس الانتقالية والانقاذية التي تتكون في الخارج ويرى انها تضر بالانتفاضة وان اي محاولة لتأطيرها يجب ان تكون في الداخل/ خطر ارتهان الانتفاضة بمصالح خارجية/
اكبر خطر على الانتفاضة هو احساس الناس ان هناك اكثر من سورية وان هناك اكثر من انتفاضة لذلك وجب التركيز على وحدة الاهداف والشعارات لاسقاط النظام.

صبحي حديدي يراهن على انهيار النظام من الداخل ويشير هنا الى تقارير خبراء روس من داخل الجيش السوري تصب في هذا الاتجاه...كما يعتبر سقوط النظام لا يعني تقسيم سورية والمستقبل بدونه افضل.
لم يسمح الوقت برأي العديد من الحاضرين بتناول الابعاد والادوار الاقليمية او الدولية بشكل أعمق مما تناولته المحاضرة، ما كان مطلوبا خاصة في حالة جيوسياسية معقدة ومتداخلة واستراتيجية كحالة سوريا.