Submitted by Guest on
تشهد مصر نهاية نوفمبر/تشرين الثاني انتخابات برلمانية تنقسم حولها مواقف قوىالمعارضة المصرية بين مؤيد ومقاطع. فمعظم القوى الثورية التي كانت في ميدان التحرير إبان انتفاضة كانون الثاني /يناير ترى في هذه الانتخابات مهزلة يحاول فيها النظام إعادة إنتاج نفسه بالتحالف مع الإخوان المسلمين وبعض اللبراليين، كما وتنتقد الموعد المبكر المحدد ونظام الانتخاب المفصل على مقاس مصالح الأحزاب التقليدية الكبيرة، إذ أن قانون الأحزاب المتشدد من ناحية والتقسيم التعسفي للدوائر الانتخابية من جهة أخرى يعنيان عمليا إقصاء القوى الثورية. وفي الجهة الخرى يقف الأخوان المسلمون والأحزاب اللبيبرالية، الذين يرون في هذه الانتخابات إمكانية لتشكيل حكومة من المدنيين تتسلم السلطة من أيدي العسكر، في حين يتوقع الجميع أن يكون الفائز الأكبر الذي هو الأخوان المسلمين، الذين ينفردون ضمن قوى المعارضة بامتلاك بنية تحتية سياسية منظمة.
وبصرف النظر عن الانتخابات الوشيكة تشهد مصر اليوم مواجهات سياسية واجتماعية على الصعيد اليومي ما بين مختلف المجاميع المعارضة وبين فلول النظام السابق، حيث تطالعنا يوميا حقوق الإنسان (تجدد حالات التعذيب)، المسألة الاجتماعية (الإضرابات العمالية رغم منع الإضراب)، مسألة مدنية الدولة (مذبحة ماسبيرو ضد الأقباط المحتجين والنفوذ المتزايد للقوى السلفية)..إلخ...
عشية الانتخابات المصرية يدعو المركز الثقافي العربي النمساوي، وضمن سلسلة فعالياته "الربيع العربي"، إلى محاضرة ونقاش مع الناشط السياسي المصري محمد واكد، الذي يقوم في هذه بجولة محاضرات في النمسا وألمانيا .
محمد واكد ناشط سياسي مصري وصحفي ومتخصص في علم البشريات (أنثروبولوجي) يحضّر حاليا أطروحة الدكتوراه حول الآليات الداخلية لـ "تجارة المعونة" (التنمية والتمويل الخارجي) في مصر، وقد شارك في الانتفاضة الشعبية في كانون الثاني/ يناير كعضو قيادي في تنظيم "الاشتراكيين الثوريين"، وينشط حالياً كعضو مؤسس لمنبر "الجبهة الوطنية للعدالة والحرية"، وهي تحالف لنشطاء سياسيين من أطياف مختلفة على قاعدة ربط مطلب العدالة الاجتماعية والديموقراطية بالسيادة الوطنية.
كما يشارك في تحرير صحيفة "جدلية" الإلكترونية، وقد تعرف عليه الجمهور النمساوي لأول مرة من خلال الفلم الوثائقي "ممنوع" (العرض الأول في النمسا في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011)، الذي وثق (من دون قصد) للأشهر الأخيرة قبيل انتفاضة 25 كانون الثاني/ يناير من خلال نقاشات معه ومع ناشطين آخرين من كفاية.