من أجل الديموقراطية والسلام والسيادة الوطنية

01/06/2012
مبادرة عالمية للتضامن مع الشعب السوري
إن المعارضة الديموقراطية في الداخل لا تزال متمسكة بمبادئها الأصلية متمثلة في اللاءات الثلاث: • لا للعنف والحرب الأهلية • لا للطائفية • لا للتدخل الأجنبي

إننا كدعاة سلام ديموقراطيين مناهضين للاستعمار لننظر ببالغ القلق إلى النزاع المتصاعد في سوريا، وبالخصوص مع نمو التدخل الدولي الذي من شأنه أن يقود إلى مجابهة عسكرية خطرة تلحق الضرر بالسوريين والفلسطينيين والشعوب المضطهدة في العالم أجمع.

لقد حدانا الأمل بنصر سريع للحراك الديموقراطي عندما أسقطت الانتفاضات الشعبية العربية الطغاة المدعومين من الغرب في تونس ومصر، وألهبت جذوتها الجماهير المضطهدة على امتداد الوطن العربي حتى بلغت سوريا، غير أن نظام أسد سرعان ما أسفر عن عجز واستنكاف عن التفاعل الإيجابي مع المطالب الشعبية بالحرية والعدالة الاجتماعية، ولم تسفر وعوده بمزيد من الحقوق إلا خواء، وكان جوابه الوحيد على الأرض هو الإفراط في القمع الذي أغرق الحراك الديموقراطي السلمي بالدماء، وأدى إلى مقتل الآلاف وجرح واعتقال مئات الآلاف. ومع ذلك، استمرت مواجهة الشارع السلمية لبنادق النظام أشهراً عديدة رغم الفارق الهائل في ميزان القوى.

غير أن قوى لجأت عاجلاً أو آجلاً إلى الرد بقوة السلاح. ومع أن الدفاع عن النفس ضد نظام لا يرتدع هو عمل مشروع، فإن بعض الميول ذهبت بعيداً في تصعيد عسكري خطير، حيث لا يقتصر الأمر على دوامة عنف، بل ينطوي على نزعات طائفية ودعوة للتدخل الأجنبي- وهو أمر كان خطاً أحمر في مستهل الحراك. وفيما تقع المسؤولية في هذا التدهور أولا على عاتق النظام برفضه الانصياع لمطاليب الجماهير، فإن هذا الخط من المعارضة يتحمل حصته في المسؤولية عن تصاعد العنف.

لقد قامت قوى أجنبية عديدة بتأجيج الوضع، تتقدمها دول الخليج وتركيا إلى جانب دول الغرب، دافعة البلد إلى حافة الحرب الأهلية الطائفية، وبهذا تحولت المعارضة المدعومة من الغرب إلى التوأم الموضوعي لنظام الأسد.

غير أن المعارضة الديموقراطية في الداخل لا تزال في الساحة متمسكة بمبادئها الأصلية متمثلة في اللاءات الثلاث:

• لا للعنف والحرب الأهلية
• لا للطائفية
• لا للتدخل الأجنبي

وبناء على احترامنا التام للسيادة الوطنية للشعب السوري على حقه في تقرير مستقبله، فإننا ندعم بكل عزم هذا الحراك الشعبي من أجل التغيير الديموقراطي، حيث أنه القوة الوحيدة القادرة على بلوغ حل ديموقراطي سلمي ومناهض للامبريالية.

بالنظر إلى التدخل الدولي المتزايد حيث تدفع أطراف عديدة باتجاه الحرب الأهلية الطائفية، تنادي المعارضة الديموقراطية التي تقف في مواجهة ذلك إلى تضامن عالمي ، وعليه فإننا نؤيد الدعوات المختلفة للحوار والتفاوض التي تستدعي تنازلات فورية وجدية من جانب نظام الأسد:

• وقف القتل والاضطهاد
• إطلاق سراح المعتقلين السياسيين
• إجازة التظاهرات السلمية وحرية التعبير وتشكيل الأحزاب

فإما أن يستجيب النظام على الأقل جزئياً للمطالب الشعبية أو أن تتمكن القوى الديموقراطية من توسيع إجماعها الشعبي الضروري لدفع الثورة قدماً. وفي كلا الحالتين فإن الحراك الديموقراطي سيحقق مكاسب فيما لن يخدم الرفض المطلق للتفاوض غير نظام الأسد والقوى الساعية للحرب الأهلية، إلى جانب الإمبريالية والصهيونية.

الهدف الأساسي هو إنشاء جمعية تأسيسية ديموقراطية كما دعى عام 2005 "إعلان دمشق"، المهد الفكري للحراك الجماهيري الحاضر. ولقد استلهمت ثورتا مصر وتونس هذا المطلب، أما أولئك الذين يتشدقون بالديموقراطية فيما يرفضون الجمعية التأسيسية، فسيفتضح أمرهم عاجلاً أو آجلاً.

إن من شأن التقدم السلمي باتجاه التحول الديمقراطي أن يقوي قدرة الشعب السوري على الدفاع عن سيادته الوطنية بصورة هائلة، والشعب المعبأ هو وحده القادر على مجابهة الصهيونية والعدو الامبريالي- ما لم يكن يوماً في طاقة الأنظمة الاستبدادية العربية رغم تصريحاتها الصاخبة.

وفي نفس الوقت سيعطي التحول الثوري الديمقراطي دفعاً هائلاً للثورة الشعبية العربية عامة، يدحر أنظمة استبداد أخرى مدعومة من الغرب كأنظمة البحرين واليمن والمغرب، ويعمق الانتفاضات الناجحة في تونس ومصر باتجاه التغييرات الاقتصادية الضرورية ضد الطغاة المحليين والعالميين لصالح الجماهير الشعبية المتطلعة نحو مزيد من المساواة والعدالة الاجتماعية.

إذا ما نجحت الثورة السورية في التصدي للاستغلال الأجنبي وفي تفادي الحرب الأهلية، فسيشكل ذلك إسهاماً هائلاً في إضعاف النفوذ الامبريالي في المنطقة وعلى وجه الارض في نهاية المطاف، وبهذا فإن على كل من يناضل ضد الأوليغاركية العالمية المسيطرة أن يقف إلى جانب الثورة الديمقراطية والسلمية السورية، وهذا لمصلحتهم هم كذلك.

***

من أجل ذلك نعمل على تشكيل وفد تضامني عالمي مع الشعب السوري بهدف تأكيد مساندتنا لتحول ديموقراطي من الداخل يشتمل على الحوار والمفاوضات، ومن المهم لنا أن نظهر للشعب السوري بوضوح أن التضامن الأممي ليس فقط ما يدعى بالمجتمع الدولي الذي تقوده قوى الاستعمار الجديد الغربية ووكلاؤها العرب الذين يريدون إضعاف سوريا المستقلة ووضعها مجدداً تحت سيطرتهم التامة، مستعدين بذلك للمغامرة بحرب أهلية طائفية مريعة. إنهم يريدون مساعدة الكيان الصهيوني، بينما نريد نحن توسيع وتعميق النضال العالمي ضد الصهيونية، وفي نفس الوقت نريد تعزيز وعي شعوب العالم بأن الحراك الشعبي ليس ذيلاً للغرب على شاكلة الثورات الملونة، بل أن هناك جناحاً ديموقراطياً مستقلاً قويا وعابرا للطوائف ومناهضا للامبريالية، نريد إيصال صوته من خلال زيارتنا له.

الترجمة عن النص الإنكليزي: المعسكر المناهض للامبريالية – فيينا

قائمة الموقعين الأولية:

للراغبين بضم صوتهم إلى صوت الموقعين على هذه المبادرة، يرجى إرسال رسالة إلكترونية إلى العنوان التالي:
camp@antiimperialista.org

Leo Gabriel, journalist, social anthropologist and member of the International Council of the World Social Forum, Vienna, Austria
• Moreno Pasquinelli, Anti-imperialist Camp, Assisi, Italy
• Carlos Varea González, university professor and leading member of the “Campaign against the Occupation and for the Sovereignty of Iraq” (CEOSI), Madrid, Spain
• Santiago Alba Rico, Spanish writer, resident in Tunis, Tunisia
• Franz Fischer, Palestine activist and CC member of the Labour Party of Switzerland, Basel
• Thomas Zmrzly, spokesman of “Initiativ e.V.”, Duisburg, Germany
• Mustafa Ilhan, journalist, Kurdish activist, Aachen, Germany
• Wilhelm Langthaler, Anti-imperialist Camp, Vienna, Austria
• محمد أبو الروس، المركز الثقافي العربي النمساوي، فيينا، النمسا
• قيس عبد الله، ناشط عراقي في فيينا
• عماد قرباية، البيت التونسي ، النمسا
• Leonardo Mazzei, editor of the website www.antimperialista.it, Lucca, Italy
• Nasir Loyand, foreign relations responsible of the Left Radical of Afghanistan (LRA), Jallallabad
• Atilio A. Boron, political scientist, Buenos Aires, Argentina
• Carlos Taibo, writer, publisher and professor of Ciencia Política y de la Administración en la Universidad Autónoma de Madrid, Madrid, Spain
• Carlos Fernández Liria, writer and professor of Filosofía en la Universidad Complutense de Madrid, Madrid, Spain
• Gilberto López y Rivas, research professor at the Instituto Nacional de Antropología e Historia, Cuernavaca, Morelos, Mexico
• Luis Alegre Zahonero, profesor de la facultad de Filosofía de la Universidad Complutense de Madrid, Madrid, Spain
• Teresa Aranguren, journalist and writer, Madrid, Spain
• Juan Carlos Monedero Fernández, titulary professor de Universidad Departamento de Ciencia Política y de la Administración II Facultad de Ciencias Políticas y Sociología Campus Complutense de Somosaguas, Madrid, Spain
• Jorge Riechmann, poet writer and titulary professor de Filosofía Moral Departamento de Filosofía UAM, Madrid, Spain
• Javier Sádaba, philosopher, Catedrático de Ética y Filosofía de la Religión en la Universidad Autónoma de Madrid y miembro del Observatorio de Bioética y Derecho de la Universidad de Barcelona, Spain
• Ignacio Gutierrez de Terán, arabist, professor de la UAM, Madrid, Spain
• Jaime Pastor, proffesor en el Departamento de Ciencias Políticas de la Universidad Nacional de Educación a Distancia (UNED)
• سماح إدريس، ناشط سياسي كاتب ورئيس تحرير مجلة الآداب، بيروت
• سارة حسن، ناشطة في منظمة العفو الدولية، فيينا
• Gernot Bodner, Agro-physician, docent at the University of Natural Resources and Life Sciences, Vienna, Austria
• فؤاد إبراهيم، باحث وناشط سياسي من الجزيرة العربية، رئيس تحرير شؤون سعودية، لندن
• سعيد الشهابي، المتحدث باسم حركة أحرار البحرين، لندن
• Anton Stengl, publisher and translator, Munich, Germany
• زهير المغزاوي، ناشط سياسي، تونس
• Wolfgang Gombocz, retired University Professor, Graz University, resp. Corresponding Member of the Academy of Sciences and Arts in Ljubljana, Slovenia, Graz, Austria
• Chihab Krainem, student at the university of Vienna with Tunisian background, Austria
• Elisabeth Lindner-Riegler, high school teacher, Vienna, Austria

من سورية:

• هيثم مناع، المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سورية

• ميشيل كيلو، ناشط حقوقي بارز ومؤسس للمنبر الديمقراطي السوري
• أيهم حداد، طبيب وناشط سياسي