التشريعي والمسرحيات، الداخلية والبيانات، المَعْبَر ÙˆØ

بقلم: د. إبراهيم حمّامي*

8 تشرين أول 2005
(1)

عقد التشريعي جلساته، ونقلتها الإذاعات والمحطات، وصال “نوابه” وجالوا، وانتÙ?خت أوداج بعضهم وجحظت عيونهم وكادت عروقهم تنÙ?جر، احتجاجاً على الÙ?وضى والÙ?لتان، وأÙ?عال الزعران، وطالبوا بحجب الثقة عن حكومة “لا بتهش ولا بتنش”ØŒ Ø£Ù?جّلت الجلسة، ثم Ø£Ù?جّلت، وعقدت أخيراً، وأيضاً على الشاشات، واحتد بعض ممن لا يثور مهما حدث لشعبنا، واستل عريقات حنجرته، وكال الاتهامات والانتقادات، متهماً بالتقصير وكأنه أبو الانجازات، لا يهم ذلك، لكن وخلال الجلسة الأمنية التي تغيب عنها جنرال الأمن أبو البيانات نصر يوسÙ?!ØŒ دخل الزعران على الخط بسلاحهم إلى داخل قاعة المجلس الموقر، وعلى شاشات التلÙ?از وأمام أنظار العالم، لكن بما أن هذا كان بعلم مسبق وبتنسيق محكم، ظهر Ù?توح رابط الجأش ليÙ?علّق الجلسة دقائق معدودات، تكÙ?ÙŠ لأن يقوم أبو علي شاهين المشهور بأبو علي “طحين” بالحديث عن مبررات هؤلاء المساكين، الذين ثاروا لتجاهل وتساهل التشريعي إزاء تجاوزات البعض من غير أبناء الحزب الحاكم، ليعود “النواب” من جديد، ويا دار ما دخلك شر، ويصدروا بياناتهم، Ù?الصÙ?قة عÙ?قدت، ولا حجب للثقة، Ù?مقترح Ù?توح كان جاهزاً وقÙ?بل بالإجماع، وعبّاس أعطيَ مهلة أسبوعين أي إلى ما بعد لقائه بشارون شريك السلام، ربما للتنسيق والمشاورة، إن لم يكن للإملاء والقبول دون مناورة، أيضاً لا يهم Ù?هذا يعرÙ?Ù‡ الجميع، لكن مرة أخرى ما أن انتهت الجلسة حتى سرب بعض ممن كان Ù?يها أن عبّاس على وشك إعلان حالة الطواريء وتأجيل الانتخابات التشريعية، وهو ما أثلج صدور “النواب”ØŒ كيÙ? لا وقد أدوا دورهم “الديمقراطي” بجدارة، وصاحوا وأشاحوا بقبضاتهم، وعلا صراخهم، وطالبوا بالإقالة والإستقالة، وحجب الثقة، ونÙ?ذوا المطلوب Ù?ÙŠ المسرحية، وهو ما يستحقون عليه بقاؤهم Ù?ÙŠ مناصبهم، وصرÙ? 3000 دولار كل نهاية شهر راتب العضو حلال زلال، عدا عن السيارات والعلاوات وباقي الامتيازات، أما الشعب Ù?يكÙ?ÙŠ معظمه دولارين Ù?ÙŠ اليوم، لما الطمع!!!

(2)

يستحق اللقب بجدارة Ù?هو “جنرال البيانات”ØŒ حتى وإن كان من يكتبها ناطقه الرسمي، Ù?هو يطبق شعار الكشاÙ?Ø© “كن مستعد”ØŒ وبياناته لا تحتاج إلا لدقائق بسيطة وتكون قد عÙ?ممت، شريطة أن تكون موجهة ضد Ù?صيل بعينه، لكن سيادة الوزير وناطقه لا يصل لمسامعهم باقي الأمور والأحداث من Ù?لتان أجهزتهم المسكينة التي سبق واحتجت على تسّÙ?يب التشريعي، Ù?رغم أن بيانهم الأول حول مجزرة جباليا كان على موجات الأثير بعد أقل من 4 دقائق، بما Ù?يه من Ù„Ù?تات بوليسية لمواهب أبو خوصة وتحقيقاته، Ù?إن وزارة البيانات والتهديدات لا زالت تدرس إصدار، إن كانت ستصدر أساساً، بيانها حول حوادث الإختطاÙ? Ù?ÙŠ عدة مدن بالضÙ?Ø© الغربية، هذا رغم أن آخر المÙ?خْتَطَÙ?ين أطلق سراحه بعد 23 ساعة، أي ما يكÙ?ÙŠ نصر يوسÙ? وأبو خوصة إصدار 345 بيان معد (على حسبة كل بيان 4 دقائق)ØŒ لكن لحظة كيÙ? يصدر مثل هكذا بيان، ومن قام بهذه الجرائم من أجهزتهم، وربما بعلمهم إن لم يكن بأوامرهم، وقد Ø£Ù?طلق سراح أحد المختطÙ?ين من مقر جهاز مخابراتهم، ولا بأس من تبرير ما حدث بأنه غضبة ونصرة للسلطة المسكينة التي تتعرض لهجمة من قبل الإحتلال، عÙ?واً ليس الإحتلال Ù?هو من يتم التنسيق معه ضد أبناء شعبهم، ويستعدون لشراء الأسلحة منه، بل يطلبون منه على لسان نبيل عمرو الدعم الكامل لمواجهة من عليهم غضب الله من المرتدين حسب بيان كتائب الخازوق، عÙ?واً أخطأت مرة أخرى كتائب الÙ?اروق، حتى وإن كانت تدق خازوق الÙ?تنة البغيض، التي خرج بيانها بصيغة ركيكة مضحكة مخجلة كمن يداÙ?ع غيرة على سلطة الخلاÙ?Ø© Ù?ÙŠ مقار الأمر بالمعروÙ? والنهي عن المنكر الأمنية من وقائي ومخابراتي وغيره، ومع ذلك وزارة البيانات ووزيرها وناطقها خانتهم ألاعيبهم هذه المرة، Ù?لو أنهم أصدروا بياناً، لا يزيد ولا ÙŠÙ?نقص ضد من قام بهذه الجرائم، لربما كان الأمر الذي دÙ?بّر بليل سÙ?تÙ?ر وحسÙ?Ù† إخراجه، لكن هي العزة بالإثم، ورسالة واضحة أرادوها بأسلوب زعرناتهم التقليدي، والذي لا يجيدون غيره، Ù…Ù?ادها كل Ù?عل لكم Ù?ÙŠ غزة سيقابله Ù?علٌ لنا Ù?ÙŠ الضÙ?Ø©ØŒ وعلى طريقة “بتضربني بضربك”ØŒ الخلاصة أن وزارة البيانات Ù?شلت حتى Ù?ÙŠ إصدار وإخراج البيانات، Ù?ما الداعي لها، أم أن لها دور ÙŠÙ?عد ولا نعرÙ?ه، ربما!

(3)

إنتصرنا وتحررنا، ومظاهر سيادتنا باتت واضحة، سلطتنا الوحيدة، وسلاحها الشرعي الوحيد، وقانونها الأوحد، ورئيسها المنتخب، ووزرائها ملائكة الإصلاح، وتشريعيها سابق الذكر والذي أدى ما عليه، ولم يتبق إلا خطوة واحدة، ونعلن دولتنا العتيدة الممتدة على كامل ترابنا الوطني، وإن كانت Ù?ÙŠ البداية على أقل من 1%ØŒ لا بأس Ù?هي دولة مؤقتة تÙ?رضي الأطراÙ? الدولية، وتÙ?ظهرنا بالشكل اللائق برئيس وحكومة ووزراء ومؤسسات، حتى وإن كنا نستجدي المساعدات المشروطة حتى بتسمية الشوارع لدينا، لايهم Ù?الخطوة الأخيرة باتت قاب قوسين أو أدنى، وكبير Ù…Ù?اوضينا المخضرم الذي عقد الاتÙ?اقات التي تسمو لمصاÙ? الÙ?توحات صائب عريقات جاهز كبيانات داخليتنا، وكلنا رأينا حرصه Ù?ÙŠ التشريعي يوم كاد ينÙ?جر ويتÙ?زر، ولا يمكنكم انكار ذلك Ù?كل محطات العالم ركزت عليه، وعلى أدائه الرائع، ها هو Ù…Ù?اوضنا الأوحد كسلطتنا ورئيسنا وسلاحنا وقوانيننا، يجتمع ليحل مشكلة معبر رÙ?Ø­ØŒ ويخطو بنا الخطوة الأخيرة نحو إمبراطورية Ù?لسطين Ù?ÙŠ غزة، وينجح، نعم ينجح وسيÙ?Ù?تح المعبر وخلال مدة بسيطة، ودون تواجد للإحتلال Ù?يه، سبحان الله ما هذه الشطارة والمهارة والقدرات الخارقة، أمÙ?Ù† جلسة واحدة مع مع عاموس جلعاد يحصل عريقات على آخر مظاهر السيادة الوطنية لننهي مشكلة سجن غزة الكبير، نعم لقد Ù?علها وشكل لذلك طاقمين مهنيين لبلورة الترتيبات لتÙ?عيل معبر رÙ?Ø­ الحدودي بين قطاع غزة ومصر، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، الحق يقال إنها خطوة جبارة يستحق عليها الشكر والثناء، خاصة إذا عرÙ?نا أن أن المعبر سيستخدم لدخول الناس وتتم إدارته من قبل طاقم Ù?لسطيني – مصري تحت رقابة ممثلين أوروبيين، بالإضاÙ?Ø© إلى أجهزة رصد تبث إلى الجانب الإسرائيلي هوية الداخلين، أرأيتم أكثر من ذلك عبقرية؟؟ الإحتلال لن يكون Ù?ÙŠ المعبر، ولا وجود لقواته Ù?يه، لكن التدقيق Ù?ÙŠ الداخلين، وربما منعهم وإيقاÙ?هم، إن لم يكن إعتقالهم، لن ÙŠÙ?سد للود قضية، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم لشكرهم على خروجهم السلس من قطاع غزة، حباً Ù?ÙŠ السلام ورغبة به، وليس كما يدعي الحاقدون وأعداء السلام أنه تحت ضغط صمود وإرادة وعزيمة وصبر ومقاومة شعبنا البطل، حاشى لله من هكذا أراجيÙ?ØŒ والتي أعددنا كتائب الÙ?اروق لتكون لها بالمرصاد، وها هي الوعود تتحقق، وحدانية السلطة، ووحدانية القانون، ووحدانية السلاح، ووحدانية الرئيس والمجلس والوزير والمÙ?اوض، وأخيراً وحدانية القرار، بÙ?تح المعبر لإراحة الناس، Ù?لا داعي للتدقيق Ù?ÙŠ الأمر، لأن التدقيق سيترك لأجهزة الرصد، Ù?لما المناكÙ?ة؟

* الكاتب طبيب وناشط Ù?لسطيني يقيم Ù?ÙŠ بريطانيا. DrHamami@Hotmail.com

Source: Arabic Media Internet Network