اللجنة العربية Ù„ØÙ‚وق الإنسان – Ù?يوليت داغر
الدكتورة Ù?يوليت داغر
أغلقوا معتقل غوانتانامو
Ù?ÙŠ 22 يناير 2002ØŒ تقدمت المÙ?وضية السامية Ù„ØÙ‚وق الإنسان بطلب رسمي لزيارة معتقل غوانتانامو، إثر طلبات توجهت لها من المنظمات غير الØÙƒÙˆÙ…ية الدولية، بما Ù?ÙŠ ذلك اللجنة العربية Ù„ØÙ‚وق الإنسان والمركز العربي لاستقلال القضاء ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ù…اة. ذلك بعد أن رÙ?ضت السلطات الأمريكية أي تعاون مع المنظمات غير الØÙƒÙˆÙ…ية، أمريكية كانت أو دولية. لقد Ø§ØØªØ§Ø¬ الأمر لقرابة أربع سنوات قبل أن تتلقى المÙ?وضية ردا على طلبها من وزارة الدÙ?اع الأمريكية Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ø«Ù„Ø§Ø«Ø© من خمسة من الأسماء Ø§Ù„Ù…Ù‚ØªØ±ØØ© لزيارة معسكر غوانتانامو. لكن Ù?قط لمدة يوم ÙˆØ§ØØ¯ مع اشتراط اللقاء بالإداريين والمØÙ‚قين ÙˆØØ±Ø§Ø³ المعتقلين، وغياب العنصر الأهم Ù?ÙŠ ذلك والداÙ?ع الأساسي Ù?ÙŠ تقديم الطلب أي المساجين أنÙ?سهم ÙˆØ£ØµØØ§Ø¨ العلاقة. “زيارة منظمة” قد لا تختلÙ? كثيرا عن الطريقة الكورية الشمالية Ù?ÙŠ الزيارات المنظمة.
إثر ذلك رÙ?ضت السيدة ليلى زروغي (الجزائر) رئيسة Ù?ريق العمل الخاص بالاعتقال التعسÙ?ÙŠØŒ والسيد مانÙ?ريد نواك (النمسا) المقرر الخاص بالتعذيب والقيادي Ù?ÙŠ لجنة الØÙ‚وقيين الدوليين سابقا، زيارة غوانتانامو دون اللقاء بالسجناء. “إن لم يكن لدى الإدارة الأمريكية ما تخÙ?يه Ù?لماذا ØªØØ¬Ø¨ عنا التقاء السجناء ” ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¦ÙˆÙ„Ø§Ù† Ù?ÙŠ المÙ?وضية السامية Ù„ØÙ‚وق الإنسان اللذين ØØ¯Ø¯Ø§ تاريخ السادس من ديسمبر موعدا للزيارة Ù?ÙŠ ØØ§Ù„ قبلت الإدارة الأمريكية باجتماعهم مع السجناء.
من الجدير بالذكر، أن الإدارة الأمريكية قد رÙ?ضت أن يضم الوÙ?د لياندرو ديسبوي الأخصائي Ù?ÙŠ استقلال القضاء ÙˆØ§Ù„Ù…ØØ§Ù…اة، والأخصائي Ù?ÙŠ ØÙ‚ Ø§Ù„ØµØØ© الأسترالي، بول هانت، الذي سبق ÙˆØ·Ø±Ø ØªØ³Ø§Ø¤Ù„Ø§Øª كبيرة ØÙˆÙ„ الوضع الصØÙŠ Ù„Ù…Ø¹ØªÙ‚Ù„ÙŠ غوانتانامو. Ù?ÙŠ ØÙŠÙ† يضم الوÙ?د السيدة أسمى جاهنجير التي تسلمت ØØ¯ÙŠØ«Ø§ موقعها كمقررة Ù„ØØ±ÙŠØ© الأديان بعد أن كانت مقررة للمداÙ?عين عن ØÙ‚وق الإنسان وقبل ذلك رئيسة للجنة الباكستانية Ù„ØÙ‚وق الإنسان.
تبدو الإدارة الأمريكية وكأنها اهتمت أخيرا بوضع بعض المساØÙŠÙ‚ المراد منها تجميل صورتها Ø§Ù„Ù‚Ø¨ÙŠØØ©. هذه الصورة التي نقلت الصورة النمطية لهذا البلد من تمثال Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ© إلى معسكر غوانتانامو وسجن أبو غريب. لكن لا شك بأن عملية التجميل هذه سيكون مآلها الÙ?شل كونها تقوم على الترقيع Ùˆ”التسكيج” أكثر مما تقوم على مواجهة ØÙ‚يقية لمشكلات كبيرة Ø£ØµØ¨ØØª اليوم تعكس الصورة الأردأ لانتهاكات ØÙ‚وق الإنسان Ù?ÙŠ العالم. وكون هذه الإدارة تقدم Ù†Ù?سها بوصÙ?ها المداÙ?ع عن هذه الØÙ‚وق وعن الديمقراطية، Ù?النتائج أكثر كارثية مما تعتقد. لقد خلقت الإدارة الأمريكية ØØ§Ù„Ø© Ù†Ù?سية عالمية لبداهة الجريمة الجسيمة، وشعور عام عند كل مستبد بأنه لن ÙŠØØ§Ø³Ø¨ على انتهاك ØÙ‚وق الإنسان، وإنما على الموقÙ? الذي يختاره Ù?ÙŠ خوضه معها “Ø§Ù„ØØ±Ø¨ ضد الإرهاب”. هذا الوضع الذي جعل المنظمات الØÙ‚وقية ذات المصداقية تجمع على التراجع العام على صعيد ØÙ‚وق الإنسان منذ Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من سبتمبر، ÙˆØÙŠØ« المسئول الأكبر عنه هو السياسة الأمريكية الراهنة.
سياسة منهجية لا مجرد أخطاء
Ù?ÙŠ أعقاب هجمات Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من سبتمبر/أيلول مباشرة ألقى وزير العدل الأمريكي جون أشكروÙ?ت خطابا قال Ù?يه “Ù„ÙŠØØ°Ø± الإرهابيون بيننا، لو بقيتم بعد انتهاء تأشيراتكم ولو ليوم ÙˆØ§ØØ¯ سنلقي القبض عليكم. ولو خالÙ?تم القوانين المØÙ„ية سنضعكم Ù?ÙŠ السجون ونبقيكم رهن الاعتقال لأطول مدة ممكنة”. لقد Ù†Ù?ذ وزير العدل تهديده، مستخدما شتى الأساليب والØÙŠÙ„ لاعتقال أكثر من 1200 من غير المواطنين Ù?ÙŠ غضون بضعة أشهر. لم توجه اتهامات متعلقة بالإرهاب إلا لقلة من هؤلاء وأØÙŠØ§Ù†Ø§ بعد أشهر من الاعتقال. ونعرÙ? اليوم أن ØÙ…لة الاعتقالات العشوائية التي ألقت بها الØÙƒÙˆÙ…Ø© الأمريكية عربا ومسلمين Ù?ÙŠ Ø§Ù„ØØ¬Ø² أدت إلى وقوع مئات من الاعتقالات. اعتقالات لم تخضع لمراجعة Ù?عالة أو لطعن Ù?عال بسبب إضعاÙ? السلطة التنÙ?يذية للضوابط المعتادة Ù?ÙŠ نظام الهجرة بخصوص الØÙ…اية من الاعتقال التعسÙ?ÙŠØŒ أو بسبب تجاهلها لهذه الضوابط. لقد وضع المسئولون الØÙƒÙˆÙ…يون عراقيل عديدة Ù?ÙŠ طريق توكيل المعتقلين Ù„Ù…ØØ§Ù…ين، ولم يمتنعوا عن ثنيهم عن ممارسة هذا الØÙ‚ Ù?ÙŠ ØØ§Ù„ات موثقة. كما ولم تخطر إدارة الهجرة والجنسية، التابعة لوزارة العدل، Ø§Ù„Ù…ØØ§Ù…ين بالمكان Ø§Ù„Ù…ØØ¨ÙˆØ³ Ù?يه موكلوهم أو بميعاد الجلسات.
لقد رÙ?ضت Ù?ÙŠ أغسطس/آب 2002 Ø£ØØ¯Ù‰ Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… الÙ?يدرالية المØÙ„ية ØØ¬Ø¬ الØÙƒÙˆÙ…Ø© التي تبرر بها السرية، وأمرت بالكشÙ? عن هوية كل من اعتقل Ù?ÙŠ إطار تØÙ‚يقات Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من سبتمبر/أيلول. كذلك وصÙ? القاضي عمليات القبض على الأشخاص سرا بأنها “غريبة على المجتمع الديمقراطي… ومتناقضة تناقضا شديدا مع ركائز القيم التي تميز المجتمعات Ø§Ù„ØØ±Ø© المÙ?ØªÙˆØØ© كمجتمعنا”. إلا أن Ù…ØÙƒÙ…Ø© الاستئناÙ? ألغت هذا الØÙƒÙ… Ù?ÙŠ يونيو/ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù† 2003. وقال Ø£ØØ¯ القضاة بلغة انÙ?عالية Ù?ÙŠ قرار الاستئناÙ?:
لقد اختار الكونغرس أن ÙŠÙ?رض ضرورة المراجعة القضائية الجادة لكل طلبات الإعÙ?اءات الØÙƒÙˆÙ…ية (من قانون ØØ±ÙŠØ© المعلومات) … وعلى الرغم من ØØ±Øµ المØÙƒÙ…Ø© على مبدأ الÙ?صل بين السلطات موضع النزاع Ù?ÙŠ هذه القضية Ù?إنها تنتهك هذا المبدأ بالتخلي أساسا عن مسؤوليتها عن تطبيق القانون كما وضعه الكونغرس”.
Ù?رضت وزارة العدل السرية التامة على كل تÙ?اصيل الوقائع التي دارت Ù?ÙŠ 600 جلسة هجرة تتعلق بمعتقلين ذوي أهمية خاصة، إلى ØØ¯ أن أقرب أقرباء المعتقلين منع من Ø§Ù„ØØ¶ÙˆØ±. بل إن سياسة السرية امتدت إلى مسألة الإشعار بعقد الجلسة أصلا.
إذا كانت هذه هي سلطات وزير العدل Ù?ÙŠ ظل الإدارة الأمريكية Ø§Ù„ØØ§Ù„ية، Ù?ما هي سلطات رئيس الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŸ تقول الØÙ‚وقيتان الأمريكيتان أليسون باركر وجيمي Ù?يلنر: “منذ Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من سبتمبر/أيلول وإدارة بوش تقول إن سلطة الرئيس، بوصÙ?Ù‡ قائدا عاما Ù?ÙŠ وقت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ØŒ تخول له الØÙ‚ Ù?ÙŠ Ø§ØØªØ¬Ø§Ø² أي شخص يصنÙ?Ù‡ على أنه من “مقاتلي العدو” Ù?ÙŠ سياق “Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على الإرهاب”ØŒ ذلك إلى أجل غير مسمى وبدون توجيه أي تهمة إليه. وعلى هذا الأساس ØªØØªØ¬Ø² الØÙƒÙˆÙ…Ø© ØÙˆØ§Ù„ÙŠ 530 من غير المواطنين Ù?ÙŠ خليج غوانتانامو Ù?ÙŠ كوبا… ØŒ وتذهب الإدارة الأمريكية إلى القول بعدم اختصاص Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… الأمريكية العادية بإعادة النظر Ù?ÙŠ اعتقالهم. وقد Ø³Ù…ØØª بإنشاء Ù…ØØ§ÙƒÙ… عسكرية Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…Ø© المواطنين غير الأمريكيين الذين يزعم أنهم مسئولون عن أعمال إرهابية. وبناء على Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ø¯Ø§Ø±Ø© تتجنب هذه Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… المتطلبات الضرورية لنزاهة Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ…ة، مثل تهيئة الÙ?رصة الكاملة لتقديم الدÙ?اع والØÙ‚ Ù?ÙŠ المراجعة القضائية المستقلة. وهكذا تكشÙ? تصرÙ?ات الإدارة الأمريكية عن اعتقاد خطير بأن السلطة التنÙ?يذية Ù?ÙŠ ØØ±Ø¨Ù‡Ø§ على الإرهاب هي سلطة Ù?وق القانون”.
تواÙ?د على معتقل غوانتانامو خلال السنوات الأربع الماضية أكثر من 700 معتقل من ØÙˆØ§Ù„ÙŠ 80 جنسية. ÙˆÙ?ÙŠ ØÙŠÙ† لم ÙŠÙ?رج سوى عن 4 بالمائة من المعتقلين العرب، تم اطلاق Ø³Ø±Ø§Ø ÙƒÙ„ المعتقلين الأوربيين أو تسليمهم لبلدانهم، بÙ?ضل ضغط ØÙƒÙˆÙ…اتهم والرأي العام Ù?ÙŠ هذه البلدان.
Ø§ØØªØ¬Ø² المعتقلون بادئ الأمر Ù?ÙŠ أقÙ?اص مؤقتة، ثم نقلوا إلى زنزانات Ù?ÙŠ مبان سابقة التجهيز، وهم الآن Ù…ØØªØ¬Ø²ÙˆÙ† Ù?ÙŠ شبه عزلة عن العالم الخارجي. Ù?يما عدا مسئولي الØÙƒÙˆÙ…Ø© الأمريكية ومسئولي السÙ?ارات والمسئولين الأمنيين القادمين من بلدان هؤلاء المعتقلين، لم ÙŠØ³Ù…Ø Ø¥Ù„Ø§ لمنظمة الصليب الأØÙ…ر الدولية بزيارتهم. إلا أن مناهج العمل السرية التي تتبعها هذه المنظمة تمنعها من إصدار تقارير علنية عن ظروÙ? الاعتقال. وعلى الرغم من ذلك، Ù?قد ذكرت المنظمة Ù?ÙŠ أكتوبر/تشرين الأول أنها Ù„Ø§ØØ¸Øª وجود “تدهور مقلق Ù?ÙŠ Ø§Ù„ØµØØ© النÙ?سية لعدد كبير” من المعتقلين يعزى إلى القلق بشأن مصيرهم Ù?ÙŠ المستقبل. Ù?
لقد ØØ§ÙˆÙ„ 35 معتقلا Ø§Ù„Ø§Ù†ØªØØ§Ø±ØŒ ولم ØªØ³Ù…Ø Ø¥Ø¯Ø§Ø±Ø© بوش لأقارب المعتقلين أو Ù…ØØ§Ù…يهم أو منظمات ØÙ‚وق الإنسان بزيارة القاعدة، Ù?ضلاً عن المعتقلين أنÙ?سهم. وإذا كان مراسلو وسائل الإعلام قد Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بزيارة القاعدة Ù„Ù„ØØ¯ÙŠØ« مع المسئولين، لم ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… Ø¨Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« مع المعتقلين. ولم يتمكن المعتقلون من الاتصال بعائلاتهم إلا Ù?ÙŠ Ø£ØÙˆØ§Ù„ متÙ?رقة من خلال الخطابات التي تخضع للرقابة. كذلك تمارس السلطات الأمنية العسكرية Ù?ÙŠ المعتقل أسوأ أشكال الإهانة ÙˆØ§Ù„ØªØØ·ÙŠÙ… النÙ?سيين للسجناء، Ù?للمرة الرابعة Ù?ÙŠ التاريخ المعاصر (بعد معسكرات ستالين وهتلر ومعتقلات الدولة العبرية) يتم استعمال الملÙ?ات الطبية للمعتقلين كوسيلة Ù?ÙŠ التØÙ‚يقات واعتبار التØÙ‚يق غير Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ بالزمان أو Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© الصØÙŠØ© أو أهمية السجين. من البديهي أن معلومات أي سجين معزول عن العالم أربع سنوات ØªØµØ¨Ø Ù‚Ø¯ÙŠÙ…Ø© وأن القيمة الأمنية والÙ?ائدة المعلوماتية لأكثر من 400 من السجناء Ù?ÙŠ غوانتانامو تعادل الصÙ?ر أو تكاد. وأن الدور الأساسي لمعتقل غوانتانامو هو الردع النÙ?سي ومÙ?اده: هذا ما Ù†Ù?عله بأشخاص ÙŠÙ?ترض Ù?ÙŠ معظمهم البراءة Ù?كيÙ? ØØ§Ù„ الإرهابيين؟؟
توجد 16 طريقة تعذيب Ù?ÙŠ غوانتانامو تم رصدها من منظمات ØÙ‚وق الإنسان. منها Ø§Ù„ØØ±Ù…ان من النوم والأصوات القوية غير Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…لة والإضاءة القوية الدائمة وغاز الÙ?Ù„Ù?Ù„ وتهييج الكلاب والاعتداء ÙˆØ§Ù„ØªØØ±Ø´ الجنسي. وهناك عشرين Ø·Ù?لا بعضهم دخل Ù?ÙŠ الثالثة عشرة من عمره (منهم المصري سامي الليثي والسعودي Ù…ØÙ…د الجراني Ù?ÙŠ المعسكر رقم خمسة، أي الأكثر قسوة وشدة Ù?ÙŠ المعاملة). وردا على الأوضاع اللا إنسانية Ù?ÙŠ المعتقل، قام السجناء بأكثر من ستين إضرابا عن الطعام.
من الجدير بالذكر أيضا أن أكثر من خمسمائة معتقل يقبعون Ù?ÙŠ سجن غوانتانامو، منهم 126 من غير العرب Ùˆ126 سعوديا Ùˆ106 يمنيا Ùˆ11 مغربي وعرب من البلدان الأخرى. ÙˆÙ?ÙŠ ØÙŠÙ† Ø£Ù?رج عن 100% من المعتقلين الذين ÙŠØÙ…لون جنسيات أوربية، لم ÙŠÙ?رج إلا عن 4% من المعتقلين الذين ÙŠØÙ…لون جنسيات عربية. ويعاني أكثر من النصÙ? من مشكلات صØÙŠØ© Ù?ÙŠ الأمعاء والجهاز التنÙ?سي والجهاز العصبي والهيكل العظمي ومشكلات Ù†Ù?سية متعددة. وقد بدأ أكثر من نصÙ? المعتقلين (أو بتعبير آخر من هو قادر من المعتقلين) إضرابا عن الطعام منذ قرابة ثلاثة أشهر ( آب /أغسطس 2005 ) مازال مستمرا للمطالبة Ø¨ØªØØ³ÙŠÙ† ظروÙ? السجن ÙˆØ¨Ù…ØØ§ÙƒÙ…ات طبيعية.
أمين لسمعته كمتهم بجرائم ØØ±Ø¨ ومسئول، بشكل مباشر أو غير مباشر، عن جرائم تعذيب وقتل خارج القضاء واعتداء على المدنيين، لم يجد السيد وزير الدÙ?اع الأمريكي دونالد رامسÙ?يلد بدا من تØÙ…يل الذنب Ù„Ù„Ø¶ØØ§ÙŠØ§ مرة أخرى. Ù?قد أتهم المعتقلين المضربين عن الطعام Ø¨Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© كسب الإعلام وتوجيه الأنظار لهم عبر إضراب دوري يتناوبون عليه Ø¨ØØ¯ÙˆØ¯ 26 شخصا كل مرة. ما لم يقله وزير الدÙ?اع، الذي يستعمل العبارات عينها التي يستخدمها وزراء الداخلية Ù?ÙŠ البلدان الدكتاتورية، هو أن المشرÙ?ين على السجن يقومون بعملية إطعام إجبارية لعدد من المعتقلين الذين تشارÙ? ØØ§Ù„تهم على الموت. والسؤال هو: إن كان ØÙ‚ا هناك إضراب لعدة أيام يتناوب عليه أكثر من مائتي معتقل، هل تكÙ?ÙŠ أيام لمشارÙ?Ø© المضربين على الموت؟
ØØ³Ø¨ البنتاغون، ليس للمعتقلين Ù?ÙŠ غوانتانامو الØÙ‚ Ù?ÙŠ المثول أمام القضاء لإعادة النظر Ù?ÙŠ مشروعية اعتقالهم، ولا ØØªÙ‰ أمام Ù…ØÙƒÙ…Ø© عسكرية. كما وتصر وزارة الدÙ?اع والرئيس الأمريكي على أن قوانين Ø§Ù„ØØ±Ø¨ تخول الإدارة الأمريكية سلطة مطلقة لمواصلة Ø§ØØªØ¬Ø§Ø² المقاتلين ما دامت Ø§Ù„ØØ±Ø¨ مستمرة. طبعا “Ø§Ù„ØØ±Ø¨” المعنية هي “Ø§Ù„ØØ±Ø¨ على الإرهاب”ØŒ لا الصراع الدولي Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ù?ÙŠ Ø£Ù?غانستان الذي انتهى منذ وقت طويل.
تمكنت الØÙƒÙˆÙ…Ø© الأمريكية ØØªÙ‰ ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù† 2004 من الØÙŠÙ„ولة دون الإشراÙ? القضائي على ØØ§Ù„ات الاعتقال Ù?ÙŠ غوانتانامو. Ù?Ù?ÙŠ اثنتين من Ø§Ù„ØØ§Ù„ات اتÙ?قت Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… الÙ?يدرالية على مستوى المقاطعات ÙˆÙ…ØØ§ÙƒÙ… الاستئناÙ? مع وزارة العدل على أنها ليس من اختصاصها النظر Ù?ÙŠ التماسات إعادة النظر Ù?ÙŠ قانونية الاعتقال لأن المعتقلين Ù…ØØªØ¬Ø²ÙˆÙ† خارج الأراضي الخاضعة لسيادة الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©. إلا أن الØÙƒÙ… بعدم اختصاص Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… يستند إلى اعتقاد قانوني خاطئ مؤداه أن غوانتانامو لا تزال خاضعة للسلطة القانونية الكوبية. Ù?الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© لديها عقد دائم للانتÙ?اع بالأراضي التي ØªØØªÙ„ها Ù?ÙŠ كوبا، يخولها السلطة والسيطرة التامة على القاعدة ما لم يتÙ?Ù‚ البلدان على إلغاء هذا التعاقد.
ÙˆÙ?ÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ø¯ÙŠ Ø¹Ø´Ø± من نوÙ?مبر/تشرين الثاني 2003ØŒ قررت المØÙƒÙ…Ø© العليا مراجعة Ø£ØÙƒØ§Ù… Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… الأدنى منها التي تقضي بعدم اختصاصها Ù?ÙŠ نظر الالتماسات التي قدمها المعتقلون إليها لمراجعة قانونية اعتقالهم. وكان عدد من جماعات أسرى Ø§Ù„ØØ±Ø¨ الأمريكيين السابقين والدبلوماسيين والقضاة الÙ?دراليين وضباط الجيش والمنظمات غير الØÙƒÙˆÙ…ية قد قدم للمØÙƒÙ…Ø© مذكرات تتضمن معلومات وآراء استرشادية، وذلك بصÙ?تهم مشاورين وليسوا خصوماً Ù?ÙŠ الدعوى.
Ù?ÙŠ قرار يمثل علامة بارزة، قضت المØÙƒÙ…Ø© العليا للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©ØŒ Ù?ÙŠ يونيو/ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù†ØŒ بأن Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙƒÙ… Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ÙŠØ© الأمريكية لها الولاية القضائية على Ø§Ù„Ù…ØØªØ¬Ø²ÙŠÙ† Ù?ÙŠ غوانتانامو. بيد أن الإدارة ØØ§ÙˆÙ„ت قدر الإمكان إبعاد أية مراجعة Ù„ØØ§Ù„ات المعتقلين عن نطاق العملية القضائية. كما وأÙ?نشئت “الهيئة القضائية الخاصة بمراجعة صÙ?Ø© المقاتل”. وهي هيئة إدارية للنظر Ù?ÙŠ ØØ§Ù„ات المعتقلين تتألÙ? من لجان، يضم كل منها ثلاثة ضباط عسكريين، Ù„ØªØØ¯ÙŠØ¯ ما إذا كان المعتقلون “مقاتلين أعداء”. ولم يتم توÙ?ير Ù…ØØ§Ù…ين لمساعدة المعتقلين Ù?ÙŠ هذه العملية، كما كان بالامكان أن تÙ?ستخدم Ù?يها أدلة سرية ضدهم. لقد قاطع كثير من Ø§Ù„Ù…ØØªØ¬Ø²ÙŠÙ† هذه العملية، التي خلÙ?صت بØÙ„ول نهاية عام 2004 إلى أن ما يربو على 200 Ù…ØØªØ¬Ø² “مقاتلون أعداء”ØŒ وأن اثنين ليسا كذلك ويمكن إطلاق سراØÙ‡Ù…ا. ما Ø¨Ø±ØØª هذه اللجنة أسيرة التصور السياسي للبنتاغون.
Ù?ÙŠ رسالة بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير2002ØŒ وجهها رئيس – مقرر الÙ?ريق الخاص بالاعتقال التعسÙ?ÙŠ إلى الممثل الدائم للولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© لدى مكتب الأمم Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© Ù?ÙŠ جنيÙ?ØŒ طلب السيد لوي جوانيه من ØÙƒÙˆÙ…Ø© الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© أن تدعوه لزيارة معتقل غوانتانامو كي يدرس ميدانيا الجوانب القانونية للقضية. كما تعهد بأن يراعي الÙ?ريق العامل Ø£ØÙƒØ§Ù… المادتين 4 Ùˆ15ØŒ الÙ?قرة 2ØŒ من العهد الدولي الخاص بالØÙ‚وق المدنية والسياسية، كي يكون من الصرامة والموضوعية قدر الإمكان. إلا أن هذا الطلب قوبل من الإدارة الأمريكية بالرÙ?ض. Ù?وجه الرئيس- المقرر رسالة ثانية Ù?ÙŠ 25 تشرين الأول /أكتوبر 2003ØŒ طالبا تزويده بمعلومات أساسية تتعلق بأوضاع الأشخاص Ø§Ù„Ù…ØØªØ¬Ø²ÙŠÙ† Ù?ÙŠ خليج غوانتانامو. وإذ بقيت هذه الرسالة دون رد، Ù?قد بت الÙ?ريق Ù?ÙŠ هذا الموضوع واتخذ قرارا Ù?ÙŠ غاية الأهمية. يعتبر هذا القرار إجراءات الإدارة الأمريكية مخالÙ?Ø© لاتÙ?اقية جنيÙ? الثالثة والعهد الدولي الخاص بالØÙ‚وق المدنية والسياسية، ØÙŠØ« الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© طرÙ? Ù?يهما وأدان الاعتقال وظروÙ? المعتقل. وبذلك تسطر لنا كمداÙ?عين عن ØÙ‚وق الإنسان ثاني قرار يربط بين القانون الإنساني الدولي والشرعة الدولية Ù„ØÙ‚وق الإنسان بعد قرار للمØÙƒÙ…Ø© القارية الأمريكية Ù„ØÙ‚وق الإنسان اعتمد كلا المرجعين.
بعد هذا القرار، بدأت المواقÙ? داخل وخارج الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© تزداد صرامة من موضوع غوانتانامو. وبدأت عدة منظمات ØÙ‚وقية ØÙ…لات كبيرة من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية. وكان للضغوط الممارسة Ù?ÙŠ أوربة ليس Ù?قط استرجاع كل من ÙŠØÙ…Ù„ الجنسية الأوربية من معتقلي غوانتانامو، وإنما أيضا وصول المطالبة للإÙ?راج عن المعتقلين أو Ù…ØØ§ÙƒÙ…تهم بشكل عادل وإغلاق السجن إلى النواب الأوربيين ومؤسسات بين ØÙƒÙˆÙ…ية معروÙ?Ø© بصلاتها الجيدة بالولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø©. Ù?Ù?ÙŠ مطلع تموز (يوليو) 2005ØŒ تقدمت مقررة لجنة ØÙ‚وق الإنسان Ù?ÙŠ منظمة الأمن والتعاون الأوربي ورئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي إلى رئيس اللجنة البرلمانية Ù?ÙŠ المنظمة الأمريكي ألسي هاستنغز بتقرير عن غوانتانامو خلص للقول: “نطالب بوضع ØØ¯ لمعتقل غوانتانامو، عبر الإعلان عن جدول زمني للإغلاق يتضمن توقيتا لكل إجراء مطلوب لتØÙ‚يق هذه الغاية”.
اليوم، لم يبق مع سجن غوانتانامو سوى رئيس الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© ونائبه ووزير الدÙ?اع رامسÙ?لد والمتطرÙ?ين. Ù?ØØªÙ‰ Ù?ÙŠ الجيش الأمريكي هناك أصوات تقول بأن هذا الجيش يدÙ?ع ثمن التجاوزات السياسية باسم الأمن. كما أن المبادرة العالمية من أجل غوانتانامو مكونة Ù?ÙŠ معظم كوادرها من ØÙ‚وقيين أمريكيين. لقد باتت وصمة العار كبيرة على كل طرÙ? أمريكي صامت عن مأساة غوانتانامو. ومهمتنا Ù†ØÙ† هي أيضا Ù?ÙŠ جعله أكثر شينا ÙˆÙ‚Ø¨ØØ§ ØØªÙ‰ يغلق هذا الكابوس الجديد لكل المداÙ?عين عن الكرامة الإنسانية.
باريس Ù?ÙŠ 4/11/2005
Ù?يوليت داغر، دكتورة Ù?ÙŠ علم النÙ?س، رئيسة اللجنة العربية Ù„ØÙ‚وق الإنسان
اللجنة العربية Ù„ØÙ‚وق الإنسان
C.A. DROITS HUMAINS
5 Rue Gambetta – 92240 Malakoff – France
Phone: (33-1) 4092-1588 * Fax: (33-1) 4654-1913
E. mail achr@noos.fr www.achr.nu