Site-Logo
Site Navigation

نص رسالة المن&#

17. September 2003

الأصدقاء الأعزاء

تحية مخلصة من جميع أنصار التيار الشيوعي الوطني الديمقراطي متمنين لكم جميعا التقدم والنجاح في جهودكم النبيلة من أجل عالم يسوده الأمن والاستقرار والازدهار والتطور لجميع شعوب العالم ولدحر الإمبريالية الأمريكية وحليفتها الحركة الصهيونية. وأعتذر لعدم مشاركتي في هذا اللقاء لظروف صحية، ولكني معكم من خلال رفيقي العزيز الأستاذ عوني القلمجي الذي سيعبر عن موقفي وأفكاري، لأننا اليوم أبناء العراق نكافح جميعا كوطنيين ضد الاحتلال دون تمييز في الدين والقومية والتوجه الفكري والسياسي، فنحن جميعا أبناء شعب ووطن واحد وهدفنا تحرير بلادنا من قوى الاحتلال والاستغلال.
سعت الإدارة الأمريكية منذ سنوات إلى كسب مجموعات أو أفراد عراقيين كأعوان لها خارج الوطن لتحقيق هدفها الرئيسي وهو السيطرة على العراق وثرواته. ومن بين هذه المجموعات قيادة الحزب الشيوعي العراقي التي لم تكن واضحة في سياستها الوطنية طوال السنوات الأخيرة وخاصة خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفرض الحصار على شعب العراق، والاستعدادات الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية لشن الحرب واحتلال العراق. صحيح أنهم كانوا يعلنون أنهم ضد الحصار أو شن الحرب على ضد شعب العراق، لكنهم في الواقع العملي كانوا يريدون استغلال ذلك كعامل لإزاحة النظام وأن الإمبريالية الأمريكية والصهيونية سيحققان للعراق حياة أفضل، أو كما يقولون التخلص من النظام الدكتاتوري وإقامة نظام ديمقراطي في العراق.
وعلى أساس هذا التفكير الذي يشكّل خيانة وطنية، أصبحت قيادة الحزب الشيوعي العراقي ضمن أعضاء مجلس الحكم الانتقالي التي اختارته الإدارة الأمريكية كغطاء للاحتلال. وقد وافقت هذه القيادة الخائنة على شروط الحاكم الأمريكي بريمر وهي:
أولا: عدم التعرض للإمبريالية الأمريكية في الإعلام الحزبي
ثانيا: عدم التدخل بما يتعلق بالتحولات الاقتصادية لصالح الولايات المتحدة خاصة استغلال النفط
ثالثا: عدم دعم المقاومة الوطنية ضد الاحتلال.
وقد أكدت هذه الحقيقة صحيفة الحزب (طريق الشعب) وأكده في 2003.08.28 عضو المكتب السياسي للحزب مفيد الجزائري في ندوته في براغ عندما وصف المقاومة الوطنية بالمخربين، وأكده قبل ذلك سكرتير عام الحزب حميد موسى في تصريحه خلال الأيام الأولى للاحتلال قائلا “أن مهمة الحزب الآن محاربة فلول النظام السابق” وليس قوى الاحتلال.
هذا هو موقف قيادة الحزب الشيوعي، وهو مثال للخيانة الوطنية وعلى عكس تاريخ الحزب منذ تأسيسه عام 1934 كحزب وطني يمثل فصيلا أساسيا في كفاح الحركة الوطنية التحررية العراقية ضد السيطرة الإمبريالية البريطانية، هذا الكفاح الذي حقق الاستقلال الوطني في ثورة الرابع عشر من تموز (يوليو) 1985، هذا الحدث الذي يمثل عيدا وطنيا وهو ثمرة التاريخ الوطني لشعب العراق بعربه وأكراده وأقلياته، والذي وافقت قيادة الحزب على تلويثه عندما وافقت على اقتراح الإدارة الأمريكية في اعتبار يوم الاحتلال عيدا وطنيا للعراق.
نحن الشيوعيون الوطنيون العراقيون ندين هذه القيادة الخائنة ونعمل بكل طاقاتنا سوية مع الوطنيين العراقيين الآخرين سواء في التحالف الوطني أو غيرها من الحركات الوطنية، وبمساندتكم المعنوية، نعمل من أجل تطهير الحزب من هذه الزمرة الخائنة وبناء قيادة تواصل التاريخ الوطني المجيد للحزب الشيوعي العراقي والسير سوية مع كافة القوى الوطنية لتحرير بلادنا وحماية سيادته واستقلاله وتطوره في جميع مجالات الحياة.

الأصدقاء الأعزّاء…
إن القضية العراقية ، أي قضية الاحتلال، ذات أبعاد دولية، فالاحتلال له آثار خطيرة على منطقة الشرق الأوسط وعلى الاقتصاد العالمي من خلال سيطرة أمريكا على النفط في العراق والمنطقة بأكملها واستغلال ذلك لحلّ مشاكلها الاقتصادية ودعم نفوذ إسرائيل لتوسيعه في المنطقة، فمصالح الإمبريالية والصهيونية متطابقة، ولم تشهد الولايات المتحدة إدارة تمثل المصالح الصهيونية كهذه الإدارة. لهذا فإن ما يجري من تصعيد للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يتم بدعم أمريكي لأن المخطط الاستراتيجي لإدارة بوش يشمل المنطقة برمّتها، والعراق وفلسطين مظهران ملموسان لأبعاد وأهداف هذه الاستراتيجية الخطيرة للمنطقة بل ولشعوب العالم. وعليه فإن الحركة الوطنية في العراق فلسطين هما بالنسبة لبوش حركة إرهابية، وبحجة محاربة الإرهاب الدولي، فإن الإدارة الأمريكية هي أقوى وأخطر مركز إرهابي في العالم، وهي بسياستها العدوانية تدعم الإرهاب بل وتخلق الإرهاب، ولهذا أيضا ترفض إدارة بوش أي اقتراح لعقد مؤتمر دولي لمعرفة أسباب الإرهاب ولتحديد تعريف ملموس للعمليات والحركات الإرهابية، لأن ذلك سيكشف كذب إدارة بوش في مكافحة الإرهاب، فهي تقوم الآن بعمليات إرهابية في العراق لتشويه حركة المقاومة الوطنية العراقية، وعلينا أن نكون حذرين من ذلك سواء في العراق أو فلسطين أو إندونيسيا أو أي مكان في العالم، فالإرهاب صناعة أمريكية كمثل اللص الذي يصرخ أمسكوا اللص!
إن أمام الوطنيين العراقيين مهام جسيمة وكبيرة بحاجة إلى توحيد جميع القوى الوطنية العراقية المعادية للاحتلال. ولكون العراق قضية ذات أبعاد دولية، فإن مهام كبيرة تقع على عاتق الحركة التقدمية العالمية في الدعم السياسي والمعنوي من خلال:
* تنظيم المظاهرات ضد الاحتلال
* تنظيم الندوات على نطاق البلد العراق أو عدة بلدان، مثل هذا اللقاء لإدانة الاحتلال وكشف مخاطره وأبعاده الدولية
* توسيع النشر في وسائل الإعلام كالصحافة والبيانات والتلفاز والإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام
* التوجه بالنداء إلى المنظمات العالمية وخاصة مجلس الأمن للمطالبة باتخاذ قرار يسهم في إنهاء الاحتلال وعدم تسليم مصير العراق لي الإدارة الأمريكية
* منع الحكومات من إرسال القوات إلى العراق لحماية القوّات الأمريكية ضد عمليات المقاومة الوطنية، خاصة في هذه الظروف التي تؤكد الانهيار المعنوي لأفراد القوات الأمريكية، ومطالبة برلمانات الدول الأوروبية خاصة والاتحاد الأوروبي بالامتناع عن تقديم أي دعم مادي أو معنوي لقوات الاحتلال.

لقد وضع التاريخ على عاتق شعب العراق مهمة إحباط سياسة القطب الواحد في العالم، وهي مهمة تحتاج إلى مشاركتكم ودعمكم في هذا الطريق، ونحن على ثقة بأنكم لا تتركون شعب العراق ليكون الضحية الأولى من أجل انتصار سياسة القطب الواحد.

النجاح لهذا اللقاء والتقدير للمشاركين والمنظمين

المواطن العراقي الكردي
أحمد كريم

Topic
Archive