بقلم: د. عبد الستار قاسم*
21 تموز 2005
من المؤسÙ? أن ØªØØµÙ„ اشتباكات Ù…Ø³Ù„ØØ© بين Ù?صائل Ù?لسطينية والسلطة، لكن كل الأسÙ? وعبارات الأسى ÙˆØ§Ù„ØØ²Ù† لا تقÙ? أمام الØÙ‚ائق الموضوعية التي تÙ?رض Ù†Ù?سها وتتÙ?وق Ù?ÙŠ قوتها على المشاعر المتدÙ?قة ÙˆØ§Ù„Ø£ØØ§Ø³ÙŠØ³ المرهÙ?Ø©. كان تقديري وعبر مقالاتي أن لا Ù…Ù?ر من اصطدامات Ù…Ø³Ù„ØØ© Ù?لسطينية-Ù?لسطينية إلا إذا قرر Ø£ØØ¯ الأطراÙ? تبني وجهة نظر الأطراÙ? الأخرى المتناقضة معه. وتقديري بأنه من غير Ø§Ù„Ù…ØØªÙ…Ù„ أن ÙŠÙ?جمع الشعب الÙ?لسطيني على رأي شخص ÙˆØ§ØØ¯ØŒ وأن Ø§ØØªÙ…ال الصدام ما يزال قائما.
وقعت السلطة الÙ?لسطينية اتÙ?اقيات جوهرها أمني، وذلك على نمط الاتÙ?اقيات التي تعقدها إسرائيل مع العرب. تنص اتÙ?اقية أوسلو على التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الÙ?لسطينية، ونصت رسالة عرÙ?ات إلى رابين والتي سبقت الاتÙ?اقيات أنه يتعهد بملاØÙ‚Ø© الإرهاب والإرهابيين. أما اتÙ?اقية طابا Ù?قد نصت ØµØ±Ø§ØØ© بأن على السلطة الÙ?لسطينية أن تلاØÙ‚ الإرهابيين، وعليها ألا تلاØÙ‚ عملاء إسرائيل وجواسيسها. وقد ربطت إسرائيل ومعها الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© التقدم Ù?ÙŠ عملية تسليم مزيد من الأراضي للسلطة الÙ?لسطينية بÙ?اعلية الإجراءات التي تتخذها ضد الÙ?صائل الÙ?لسطينية المقاومة وقادتها وأÙ?رادها. بسبب إجراءات السلطة، Ù…Ù†ØØª إسرائيل السلطة صلاØÙŠØ© إدارة المدن الÙ?لسطينية ÙˆÙ?Ù‚ اتÙ?اقية طابا؛ وبعد أن ثبت أن السلطة ØØ±ÙŠØµØ© على ملاØÙ‚Ø© المقاومين وذلك بزج مئات منهم Ù?ÙŠ السجون، وسعت إسرائيل الصلاØÙŠØ§Øª لتشمل ØÙˆØ§Ù„ÙŠ 18% من Ù…Ø³Ø§ØØ© الضÙ?Ø© الغربية. وبعدما نشبت انتÙ?اضة الأقصى ÙˆØ£ØµØ¨ØØª السلطة غير قادرة على ممارسة الاعتقال والملاØÙ‚ة، قررت إسرائيل Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø·Ù‚ المسماة “Ø£” ÙˆØØ´Ø±Øª السلطة Ù?ÙŠ مكاتب غير Ù?اعلة.
لم تخل السنوات الخوالي من اشتباكات. Ù?ØªØØª السلطة النار على المصلين Ù?ÙŠ مسجد Ù?لسطين Ù?ÙŠ مدينة غزة Ù?قتلت 13 وأصابت 250 Ø¨Ø¬Ø±Ø§Ø Ø®Ù„Ø§Ù„ ساعتين. أما مساعدو الرنتيسي Ù?Ù?تØÙˆØ§ النار على قوات السلطة عندما جرت Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© لاعتقاله. والأمثلة على صدامات Ù…ØØ¯ÙˆØ¯Ø© كثيرة.
الآن تقبل السلطة الÙ?لسطينية بخريطة الطريق. تنص الخريطة Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø£Ù† على السلطة الÙ?لسطينية تÙ?كيك البنى Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ© للإرهاب، الأمر الذي يعتبر ØÙŠÙˆÙŠØ§ للانتقال إلى المراØÙ„ التالية Ù?ÙŠ الخريطة. وإذا كان للسلطة أن تخÙ?Ù‚ Ù?ÙŠ ذلك، كما هو ØØ§ØµÙ„ الآن، Ù?إن إسرائيل تبقى متمترسة خلÙ? القضايا الأمنية مستمرة بضرب الÙ?لسطينيين. هذا دون أن تنص الخريطة على إلزام إسرائيل بوقÙ? البناء Ù?ÙŠ الجدار والاستيطان ÙˆÙ?ØªØ Ø§Ù„Ø·Ø±Ù‚ ÙˆØªØ³Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø¹ØªÙ‚Ù„ÙŠÙ† والامتناع عن العمليات العسكرية ضد الÙ?لسطينيين.
أتى أبو مازن ولديه ظن أن إسرائيل ستعطيه مهلة للعمل لدى الÙ?صائل لإقناعها بالتوقÙ? عن أعمال المقاومة، لكنه لم ÙŠØØµÙ„ إلا على تهدئة من طرÙ? ÙˆØ§ØØ¯ وهو الÙ?صائل. لم توقع إسرائيل على أي اتÙ?اق يلزمها بمبادلة الطرÙ? الÙ?لسطيني أعمال التهدئة، واستمرت بعملياتها كالمعتاد. ÙˆÙ?وق ذلك، أكدت للسيد Ù…ØÙ…ود عباس مرارا إنها لا تقبل بالتهدئة، وإنها لن تكرر تجاربها مع القيادة الÙ?لسطينية السابقة، وإنها تطلب تÙ?كيك البنى Ø§Ù„ØªØØªÙŠØ© للإرهاب ونزع Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ø±Ù‡Ø§Ø¨ÙŠÙŠÙ†. ØØ§ÙˆÙ„ عباس لدى الولايات Ø§Ù„Ù…ØªØØ¯Ø© من أجل تخÙ?ÙŠÙ? الضغط الإسرائيلي والقيام بخطوات تجعله أقدر على خوض جدل قوي على Ø§Ù„Ø³Ø§ØØ© الÙ?لسطينية Ù?ÙŠ مواجهة المقاومين. لم تسعÙ?Ù‡ أمريكا وأسمعته ذات الكلام الذي يصدر عن قادة إسرائيل.
أمام عباس ØÙ„ان: إما أن يضرب المقاومة، أو أن يتخلى عن اتÙ?اق أوسلو ويعيد الشعب الÙ?لسطيني إلى مرØÙ„Ø© ما قبل أوسلو. سيبقى هو ØªØØª الضغط ما لم يضرب المقاومة وربما لا ÙŠØØµÙ„ على أموال لدÙ?ع رواتب الموظÙ?ين مما يجعله ØªØØª ضغط شعبي متزايد، وإذا ضرب Ù?إنه لن يسلم من الضغط الشعبي والÙ?صائل بما Ù?يها بعض Ø£Ù?راد Ù?صيله. هناك من بين أجهزته الأمنية من يدÙ?ع باتجاه المواجهة Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© مع الÙ?صائل، لكن الأمر ليس سهلا بسبب قوة ØÙ…اس والجهاد، وبسبب رÙ?ض العديد من شهداء الأقصى Ù„Ù?كرة الØÙ„ العسكري. أما جمهور الناس Ù?لن يكونوا راضين عن المواجهة على الرغم من أنهم يريدون رواتبهم آخر الشهر.
على أغلب Ø§ØØªÙ…ال، سيختار عباس المواجهة على الرغم من أنه سيبقى ضمن إطار الصدام دون التطوير إلى ØØ±Ø¨ أهلية. أي Ø³ÙŠØØ§ÙˆÙ„ كسر إرادة الÙ?صائل تدريجيا إن تمكن عسكريا من القيام بذلك، علما أن الÙ?صائل بخاصة ØÙ…اس والجهاد Ø£Ù?ضل تنظيما من أجهزته الأمنية وأعمق انتماء وأشد رغبة Ù?ÙŠ تقديم التضØÙŠØ§Øª. أما الÙ?صائل Ù?ستعمل جاهدة على تجنب الصدام Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ù„Ø£Ù† اهتمامها الأول ليس الاتÙ?اق مع إسرائيل وإنما مقاومة Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال والاستمرار ØØªÙ‰ نيل الØÙ‚وق الÙ?لسطينية.
الأمر Ù?ÙŠ النهاية لا يتعلق بالنوايا Ø§Ù„ØØ³Ù†Ø© والكلمات الإعلامية الطيبة التي تصدر عن مسؤولين ÙˆÙ?صائل، وإنما Ù?ÙŠ الأسس الموضوعية للاتÙ?اقيات مع إسرائيل. إسرائيل لن تقبل سلاما مع عربي لا يقبل العمل ÙƒØØ§Ø±Ø³ على الأمن الإسرائيلي، ولن تقبل مقاومة تعمل Ù?ÙŠ سلطان عربي Ù…Ù†ØØªÙ‡ إسرائيل صلاØÙŠØ§Øª العمل. أي أن الاتÙ?اقيات تØÙˆÙŠ Ù?ÙŠ داخلها الاقتتال الداخلي الÙ?لسطيني وتشترطه، وإذا لم يتسنّ Ù?إن إسرائيل لن تتوقÙ? عن القيام بكاÙ?Ø© أشكال العدوان ضد الشعب الÙ?لسطيني ÙˆÙ?صائله المقاتلة. وإذا كان للشعب أن يتجنب الاقتتال Ù?إن عليه رÙ?ض الاتÙ?اقيات بالإجماع أو الاستسلام بالإجماع.
Ù?ÙŠ ضوء هذا، لا قيمة للجدل ØÙˆÙ„ من يبدأ إطلاق النار لأن المسألة ظرÙ?ية، أما Ù?كرة الاقتتال مبنية. الاتÙ?اقيات مع إسرائيل تصنع التوتر الداخلي الÙ?لسطيني ومن ثم يزداد Ø§Ù„Ø§ØØªÙƒØ§Ùƒ غير الودي مما يؤدي إلى Ù?ØªØ Ø§Ù„Ù†Ø§Ø±ØŒ وإذا كان للÙ?لسطينيين أن يتخلصوا من التوترات Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„ØØ© بين الÙ?صائل Ù?إن عليهم إلغاء الاتÙ?اقيات، والأÙ?ضل لهم أن يقتتلوا مع إسرائيل بدل الاقتتال Ù?يما بينهم.
* استاذ العلوم السياسية Ù?ÙŠ جامعة Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„ÙˆØ·Ù†ÙŠØ©- نابلس.