د. عادل سمارة
هل يمكن Ù„ “طائÙ?Ø©” ان ØªØØ±Ø± Ù?لسطين؟
معالجة لأقوال الرئيس إنجاد
د. عادل سمارة
رام الله Ø§Ù„Ù…ØØªÙ„Ø©
ØªØØ¯Ø« السيد رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية مؤخراً داعياً لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود. ما أن تÙ?وه الرجل بها، وإذا بالغزو السياسي ينهال على بلاده من ØÙ„Ù? راسمالي/صهيوني عالمي يجمع مخاليط عجيبة من صهاينة المرØÙ„Ø© ومنهم الÙ?رنجة الاميركيون والÙ?رنسيون والغربيون عامة والصهاينة العرب Ù?ÙŠ أنظمة الØÙƒÙ… ÙˆÙ?ÙŠ الاكاديميا وبقع “الأنجزة”. هذا ناهيك عن الصØÙ?يين الذين ينتشرون على صÙ?ØØ§Øª الجرائد وشبكات الانترنيت متمولين من المصدر Ù†Ù?سه، Ù?لماذا لا يكتبوا ما كتبوه!
كيÙ? لا، والرأسمالية عالمية كنمط انتاج وعلاقات إجتماعية مجسدة ملكية ÙˆÙ…ØµØ§Ù„ØØŒ والصهيونية عالمية ÙƒØ¥ØØ¯Ù‰ تمÙ?صلات الإيديولوجيا اللبرالية التي تغطي Ù?ظائع راس المال وهي Ù†Ù?سها الإيديولوجيا التي ولدت الÙ?اشية والنازية وتولد اليوم أمثال ساركوزي Ù?ÙŠ Ù?رنسا. Ù?هل كل هذا الهجوم اقتناعاً أم Ù†Ù?اقاً أم ارتزاقا أم Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù?ÙŠ المنطقة؟ ليس هذا مدار Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ«ØŒ سواء كانت كلها او بعضها… لكنه يؤكد أن هناك أممية لراس المال Ù?ÙŠ هذا العصر، هي “أممية رأسمالية Ù€ صهيونية”.
ولكن، بعيداً عن المواقÙ? الرسمية للØÙƒØ§Ù… وأجهزة الاعلام، Ù?إن الطبقات الشعبية، اي الاممية الشعبية المناهضة Ù„Ù„ØØ±Ø¨ والعولمة، اي بالنتيجة لراس المال، سواء بوعي او بالÙ?طرة، تجاهلت الأمر. وهذا تطور Ù?ÙŠ غاية الاهمية بل هو التطور الأهم. صØÙŠØ ان بضع عشرات تظاهروا Ù?ÙŠ إيطاليا وبلجيكا، ولكن هذا استثناءً صغيراً، لا يشكل عزاء ØØªÙ‰ للصهاينة العرب. أما هل هذه الطبقات الشعبية مع إزالة الكيان ام لا، Ù?هذا أمر آخر، لكن الأهم أن الطبقات الشعبية Ù?ÙŠ العالم لم تعد تابعة Ù„ØÙƒØ§Ù…ها Ù?ÙŠ هذا الامر على الأقل، ولم تعد تقبل ب “الÙ?زاعة” الصهيونية التي ØªØØªØ±Ù? القتل على مدار الساعة بالطائرات وتشكو الاضطهاد. لذا، نعتقد أن هذا هو التطور الأبرز.
ولكن، أين يكمن النقاش مع الرئيس؟ Ù?ÙŠ القناعة والموقÙ?ØŒ Ù?ÙŠ طريقة التطبيق، أم Ù?ÙŠ اللغة، أم Ù?ÙŠ طبيعة Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©…الخ؟
لنبدأ بالنظام Ù†Ù?سه: هل النظام الصهيوني مطابق لهذا العصر؟ هل إقامة بنية استيطانية على أرض الآخرين بالقوة طبعا مسألة مشروعة؟ وهل تكتسب شرعيتها من قدرتها على الاستمرار ØØªÙ‰ Ø§Ù„Ù„ØØ¸Ø©ØŒ بالقوة المÙ?Ø¶ÙˆØØ© والتي تعبر عنها اقوال قادتها: “العربي يركع Ù?ÙŠ النهاية، ولن تتغير مواقÙ? العرب تجاه “اسرائيل” إلا بالقوة”.
إذن، Ù?المسألة ÙˆØ§Ø¶ØØ©ØŒ هم انÙ?سهم يؤكدون بأقوالهم ان وجودهم ليس طبيعيا ولا شرعياً. وربما يكون من اÙ?ضل اساليب تناول موضوع الكيان هو Ø´Ø±Ø Ù…Ø§ يقوله قادته للناس. Ù?ليس أمراً بسيطاً ان تستنتج لا شرعية مسألة من اÙ?واه أهلها.
هذه المستوطنة البيضاء غير شرعية، ولا يعطيها شرعية وجود ØÙƒØ§Ù… او مثقÙ?ين عرب يعترÙ?ون بها. هي لا شرعية لأنها اغتصبت ارضا وطردت شعبها. Ù?المسألة مسألة إختطاÙ?. واقامت بنية اقتصادية اجتماعية راسمالية تستغل ما تبقى من العرب الÙ?لسطينيين، اي زادت على الطرد والاستيطان والمجازر استغلالا طبقياً كتكملة للاضطهاد القومي. وهنا تضاÙ? الى اللاشرعية الوجودية لا شرعية طبقية بمعنى لا شرعية راس المال، لا شرعية التراكم، وكل تراكم هو لا شرعي Ù?كيÙ? إذا كان بالاغتصاب!
ما قاله الرئيس الايراني هو أولاً الØÙ‚يقة بأن هذا الكيان غير شرعي، وهو ثانياً موقÙ? الشعب العربي ليس لأنه مجرد موقÙ? بل لأنه قائم على ØÙ‚يقة ØØµÙ„ت وهي الاغتصاب.
ليس لدينا النص Ø§Ù„ØØ±Ù?ÙŠ لما قاله الرئيس الإيراني، ولكننا نعتقد بأن الموقÙ? الاكثر دقة ÙˆÙˆØ¶ÙˆØØ§Ù‹ والأقل عرضة لتÙ?سيرات تخدم العدو هو القول بوجوب ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين وتÙ?كيك، أي إسقاط، الكيان الصهيوني.
قد يعترض، بل سيعترض بعضهم، بأن Ù…Ù?ردة تÙ?كيك لا تعني الكÙ?Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø. ونØÙ† نتمنى ان نتمكن من تÙ?كيك الكيان دون دماء. Ù?هل الدماء هواية؟ هذا علماً بأن تÙ?كيك كيان من هذا الطراز لن يأتي، على الأقل Ù?ÙŠ هذه الØÙ‚بة الزمنية إلا بكل Ø§Ù„Ø§Ø³Ù„ØØ© وبكل انواع الكÙ?Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø.
هناك Ù?ارق بين ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين، وبين إزالة الكيان الصهيوني. Ù?إزالة هذه الدولة، كما اسماها الرئيس الايراني قد تÙ?Ù?سر بأنها “رمي اليهود Ù?ÙŠ Ø§Ù„Ø¨ØØ±” أو ذبØÙ‡Ù…ØŒ أو استيراد غرÙ? الغاز، ربما من أميركا هذه المرة لقتلهم.
نعتقد ان الجدل ØÙˆÙ„ هذا الموضوع، لا بد من Ù?تØÙ‡ ربما لسبب ÙˆØ§ØØ¯ اساسي وهو: وجوب التعبئة لمواصلة النضال، بمعنى ان لا مجال Ù„ØÙ„ القضية الÙ?لسطينية إلا بالنضال، والنضال Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ Ù?ÙŠ هذه الØÙ‚بة. وعليه، Ù?إن مناقشة الامر تÙ?ترض العمل من إجل إنجازه. أما آلية الانجاز أو الØÙ„ Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ø¨Ø¹Ø¯ ذلك، Ù?هو أمر آخر يعود ليوم الØÙ„ØŒ مع ان موقÙ?نا ليس قتل هؤلاء المستوطنين، بل بØÙ„ إشتراكي عربي يعيشون Ù?يه ومعه كأية اقلية أخرى. قد يقول البعض ولكنهم ليسوا اقلية قومية أو إثنية، وليسوا سوى أتباع ديانة مختلÙ?Ø©…الخ.
وهنا تسهيلا لعدم ØØ±Ù? النقاش الى شكليات، نقول ليعيشوا Ù?ÙŠ الوطن العربي “كأÙ?راد” كل Ù?رد له ØÙ‚وق المواطنة كما هي لأي Ù?رد من مجموعة اثنية او قومية…الخ.
إن الخوÙ? او إختلاق الخوÙ? من وصÙ? المستوطنين اليهود Ù?ÙŠ Ù?لسطين بأنهم اثنية او قومية او مجتمع او أمة، او شعب، هو خوÙ? من يبالغ Ù?ÙŠ مسألة ليبرر عدم نقاشها. Ù?ØØªÙ‰ لو كانوا هذه جميعاً Ù?هم غير شرعيين. والكيان غير شرعي. لذا، ليس الامر هو ندخل Ù?ÙŠ جدل “Ù?قهي” Ù?ÙŠ Ù?قه تسمية الناس او تصنيÙ?هم امما ام Ø£Ù?راداً. بل المسألة Ù?ÙŠ التعامل مع الناس كبشر. اي هل نتعامل مع المستوطنين Ù?ÙŠ Ù?لسطين كبشر أم كطيور مصابة بأنÙ?لونزا الطيور. قد يقول البعض ان هذا ليس وقت مناقشة هذه الامور. ربما، ولكنك لا تستطيع منع غيرك من Ø·Ø±Ø Ù…Ø§ تود طرØÙ‡. والمثال على ذلك هو ما قاله الرئيس الايراني. لقد Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ø£Ù„Ø© شئنا التأجيل أم لا.
نعتقد أن من يبرر Ø°Ø¨Ø Ø§Ùˆ طرد المهزوم بعد Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± سوÙ? ينتقل الى “ØªØØ±ÙŠØ±” البلد من كل من يختلÙ? معه، ليبقى ÙˆØØ¯Ù‡ Ù?ÙŠ هذا العالم ولكن Ùƒ “آدم” ØØªÙ‰ بدون ØÙˆØ§Ø¡!
ومع هذا، Ù?كل ما سلÙ? هو مقدمة لسؤال على طريقة مقدمة عبد الرØÙ…Ù† بن خلدون: أي المقدمة ضخمة والكتاب صغير: كيÙ? سينجز الرئيس الإيراني مشروعه سواء كان Ø¨Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± أم بالأزالة؟
هل سينجز ذلك بالطائÙ?Ø© الشيعية ÙˆØØ¯Ù‡Ø§ØŸ هذا ما يهمنا هنا.
هل الاسلام هو الاسلام الشيعي ÙˆØØ¯Ù‡ وربما ØØªÙ‰ الأيراني Ù?قط؟
هل كانت مواقÙ? النظام الايراني من تدمير العراق عام 1991 Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ø¹Ø¯Ø§Ø¯ للمعركة Ù?ÙŠ Ù?لسطين؟
وهل تطبيق هذا النظام Ù„ØØµØ§Ø± العراق يصب Ù?ÙŠ ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين، وهل تاييد النظام الايراني Ù„Ø§ØØªÙ„ال العراق يصب Ù?ÙŠ ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين؟
وهل عدم دعوة العرب الشيعة Ù?ÙŠ العراق للنضال ضد Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال (على طريقة ØØ²Ø¨ الله) تصب Ù?ÙŠ مشروع ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين؟
أم يعتقد النظام الايراني ان ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين يبدأ بتصÙ?ية العرب السنة Ù?ÙŠ العراق وعلى الأقل Ù?ÙŠ دول الطوق؟
ØØªÙ‰ من ناØÙŠØ© تكتيكية، هل يمكن للنظام الايراني الوصول الى Ù?لسطين إلا عبر الدول العربية “السنية” المØÙŠØ·Ø© بÙ?لسطين؟ أم إن “إزالة” الكيان Ø³ØªØØµÙ„ بالصواريخ والقنابل من بعيد؟
هذه الاسئلة Ù…Ø·Ø±ÙˆØØ© للتأكد من أن خطاب او ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ¯ الرئيس هو جاد أم لا؟
Ù?الموقÙ? الجاد من Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± لا يمكن ان يكون طائÙ?ياً، ولا Ù?ارسياً! وما لم ÙŠØªØØ±Ø± هذا الموقÙ? من الطائÙ?ية والÙ?ارسية، Ù?إنه لن يكون أرقى من “عنتريات” الØÙƒØ§Ù… العرب Ù?ÙŠ الخمسين سنة الاخيرة، وهي التي انتهت الى الاعتراÙ? بالكيان الصهيوني ÙˆØØªÙ‰ إلى شجب Ø§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø£Ø®ÙŠØ± لرئيس الإيراني.
يا سيادة الرئيس، هل Ù†ØÙ† Ø¨ØØ§Ø¬Ø© لإضاعة خمسين سنة أخرى كي نجرب مدرسة أخرى، نرى خلل موقÙ?ها بارزاً الآن؟
هل أنت مقتنع يا سيادة الرئيس أن الذين ÙŠØØ§ÙƒÙ…ون الرئيس العراقي صدام ØØ³ÙŠÙ† هم العراقيون؟ هل تعرÙ? ان ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين يشترط ØªØØ±ÙŠØ± أهل العراق من وهم “Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الديمقراطي الاميركي”ØŸ
هل المواطن الذي جرت تعميته بأن Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال الاميركي ديمقراطي يمكن ان يناضل Ù„ØªØØ±ÙŠØ± Ù?لسطين؟ لا، ولو Ù?عل Ù?ستتم تعميته مرة أخرى، والله أعلم باي إتجاه؟
لا بد أن يكون الخطاب متسقاً مع السياسة الÙ?علية. هذا ربما Ø§ØØ¯ أهم اسباب Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠØ© الراسمالية الغربية التي لا Ù†ØØ¨Ù‡Ø§. Ù?خطاب بلير وبوش المضاد للعرب ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆÙƒØ°Ù„Ùƒ التنÙ?يذ السياسي لهذا الخطاب متسقا معه، ولا داع لاستخدام المثال الصهيوني Ù?ÙŠ هذا الصدد.
لسنا مع ما يزعمه مناÙ?قو الثقاÙ?Ø© بأن خطاب الرئيس الايراني أعطى ذخيرة لمؤيدي “اسرائيل” بأن يزيدوا من تأييدهم. لأن ما يريده هؤلاء هو التخلي عن Ù?لسطين، وتوطين اللاجئين ودمج الكيان Ù?ÙŠ الوطن العربي إندماجا مهيمناً. بل ان على هؤلاء أن يسألوا انÙ?سهم: لماذا أيد هذا العالم الرأسمالي الغربي ذلك الكيان، بل لماذا خلقه؟ ومن خلق كيانا على هذه الشاكلة لن يتخلى عنه إلا بالقوة، وهنا نؤكدها ثانية، أنّ القوة المقصودة هي Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± بالكÙ?Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø. ولكن هذا الكÙ?Ø§ØØŒ واÙ?قتم أم لا، لن يكون إلا طبقياً.
خالقو الكيان “أي آباؤه المتعددون” يعرÙ?ون ان الرئيس الايراني لا يمكنه تهديد الكيان اليوم. Ù?ما يهمهم هو : إلغاء المبدأ، اي جعل الكيان شرعياً. Ù?ما ØÙ‚قه المعسكر الامبريالي الصهيوني من اعتراÙ? بعض الطبقات (والانظمة) العربية بالكيان أمر ØØ³Ø§Ø³ ورجراج، وبالتالي Ù?إن اقوال الرئيس الايراني تهزه ØÙ‚اً، ومن هنا Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø³ÙŠØ©. Ù?الاعداء يريدون إلغاء اي ØØ¯ÙŠØ«ØŒ Ù?ما بالك بÙ?عل، عن Ø§Ù„ØªØØ±ÙŠØ± والعودة وعروبة Ù?لسطين. ومن هنا Ù?هم ÙŠØØ§Ø³Ø¨ÙˆÙ† على الكلمة، مجرد الكلمة!
ما يطلبه ØªØØ§Ù„Ù? الرأسمالية والصهيونية (بغض النظر عن الأصول القومية والدينية لكل راسمالي او صهيوني) ليس الهزيمة، بل إستدخال الهزيمة، ومن هنا اهمية خطاب الرئيس الايراني
Source: Kanaan Online